نُخَبُ الأنَامِ لمثلكُم تتشَوّقُ
نظم/
د. محمد أبوبكر باذيب
جدة،
في 16 رجب 1435هـ
عاد
شيخنا العلامة المحدث، فضيلة الشريف حاتم بن عارف العوني العبدلي، حفظه الله، من زيارته التي استغرقت بضعة أيام في تركيا، حضر
خلالها مؤتمراً نظمته مجلتا حراء، ويني أميت، بمركز إسطنبول الدولي للمؤتمرات،
التابعة لجماعة الأستاذ فتح الله كولن، تحت عنوان: «الاجتهاد والقياس، أصالة
وتجديد واستشراف»، حضره أكثر من 90 عالماً من مختلف دول العالم.
وعند
حضوري الدرس الأسبوعي الذي يقيمه فضيلته في منزله بمكة، جرت على خاطري أبيات رأيت
أن أقدمها بين يديه ترحيباً بعودته، وتشنيفاً لأسماع الحاضرين ببعض الأدبيات، وإن
كنت لست من أهل ميدان الشعر ولا فرسانه، ولكن محبة في الأدب، وتشبها بأهله.
وقد نالت الأبياتُ استحسان فضيلته، والحاضرين، ومن سمعها، وكان إلقاؤها في مجلسه العامر، قبيل صلاة العشاء، ليلة الجمعة المباركة، والحمدلله.
وقد نالت الأبياتُ استحسان فضيلته، والحاضرين، ومن سمعها، وكان إلقاؤها في مجلسه العامر، قبيل صلاة العشاء، ليلة الجمعة المباركة، والحمدلله.
العلْمُ أجملُ بالشَّريفِ وأليقُ ** والجودُ في الأشْرافِ أصلٌ مُعْرِقُ
فالعَصْرُ مبتهجٌ بطَالعِ سَعدِهمْ ** باتَتْ عيونُ الجيلِ فيه تحمْلقُ
بمَعارف الحبْرِ العَليمِ أخي النَّدَى ** شيخِ الملا من علمُه يتدفّقُ
كرُمَتْ منابتُه وأورقَ غصنُه ** في رَوضةٍ فيها الكِرامُ تحلقُوا
زانَتْ به دارٌ تألّقَ ضوؤُها ** كالنَّجْم في عليائه يتألقُ
يا حَاتم الفضْلِ الغَزير ونسْلِ مَن ** هامَ الكرامُ بحبهم وتفوّقُوا
كرَمُ الفتَى الطائيِّ كان سجيةً ** والفَهْمُ
فيكَ طبيعةٌ تتدفّقُ
إن كان أكرمَ وافديه؛ فقَدْ جرَى ** من علمِكَ الفيّاضِ نهرٌ مغْدِقُ
وتجمّلتْ بك الصّفَحاتُ إذ عانقتها ** فكأنكم شمسٌ تطِلّ وتشرقُ
أدنيتَ للقَاصي الفهُومَ كأنها ** حبّاتُ خرْزٍ في النظَام تنسَّقُ
وسكنْتَ في أم القرى متشرِّفاً ** فيها لك المجدُ القَديمُ الأعرَقُ
يا سادةَ البطحَاءِ يا سبُلَ النَّجَا ** في مدحِكُم سابقتُ كيما أسبِقُ
يَا سادة الدنيا كَذا الأخرى إذَا ** قامَ
الشفيعُ لفَصْلها يترفّقُ
أنتمْ حيَاةُ القلْبِ، رُوحُ حيَاتِنا ** بكمُ
التوسُّعُ والسِّوَى يتضيقُ
حيّاكم المولى أدامَ بقاءكمْ ** بالبَيْتِ لا تؤذَى ولا تتعوَّقُ
ماذا تروم الرومُ منْكَ؟ وإنما ** نخَبُ الأنَامِ لمثلكُم
تتشَوّقُ(1)
فاجبُر خَواطرهم وسَلِّ نفوسَهمْ ** سِرْ
لا كبَا بِكَ في خُطَاك الأبلَقُ
وتسَلَّ يا شيخَ الزَّمانِ بمدْحَةٍ ** خلُصَتْ
نجياً في هواك تأنّقُ
تَرجُو قِراهَا في حمى أمِّ القُرَى ** جبراً لقلبٍ في الجوَى
يتحرّقُ
صَلى عليك(2) الله يا علمَ الهُدَى ** ما سارت الركبَانُ نحوك تعْنِقُ
وعلى صَحابتك الكرامِ ومن أتَى
** يقفوهُمُ وبحُبّهم يتوثّقُ
وعليكم آل النبي تحيّةٌ
** ما ضاء فجْرٌ أو ترنّمَ شيقُ
هوامش:
(1) الشطر
الأول فيه إيراد تساؤل صدر من البعض، عندما قال: ماذا تريد تركيا من حضور الشريف
حاتم؟ وهل ذهب ليصلح بين الحكومة وبين جماعة كولن؟. فكان الجواب في الشطر الثاني.
بأن العالم يرغب في صحبته ومعيته الجميع، مهما كانت مآربهم، وإذا لم يكن العلماء هم
المصلحون، فمن!؟
(2) هاهنا
التفاتٌ.