الاثنين، 22 أبريل 2019

تعليق وتعقيب على مقال بعنوان (حول ضياع مصادر التاريخ الحضرمي)


تعليق وتعقيب على مقال بعنوان
(حول ضياع مصادر التاريخ الحضرمي)

بقلم د. محمد أبوبكر باذيب

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين، وآله الطهر الميامين، وصحبه الذين شادوا منار الدين، وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فقد وقفت في اليوم الأحد 16 شعبان المعظم 1440هـ، الموافق 21 أبريل 2019م، على منشور عنوانه (حول ضياع مصادر التاريخ الحضرمي). تلقيته في مجموعة (واتساب)، ثم تتبعته فوجدته منشوراً على صفحة تحمل اسم (تاريخ وتراث حضرموت). هذا رابطها لمن أراد النظر:


بعد قراءة المقال، والتمعن في محتواه، ظهر لي أن الكاتب بقدر ما أراد لفت النظر إلى ضياع قسم لا يستهان به من التراث الحضرمي، بقدر ما كان يتباكى على أمور لا يحسن التباكي عليها، فليس كل التراث قد ضاع، كما أن الموجود من التراث شيء كثير، لم يعرج عليه أو يلفت الأنظار إلى أهمية الاعتناء به. إلى غير ذلك من الأمور التي سيراها القارئ في ثنايا تعليقاتي على عبارات المقال أو المنشور.
لقد رأيت من واجبي أن أنبه على أمور تعجب منها كاتب المنشور، وهي واضحة للباحثين في التراث والشأن الحضرمي، لا تخفى على المطلع والباحث المجِدِّ .. وتعجبت أن بعض القراء ممن هم في عداد الباحثين الجيدين، أبدوا تعجباً واندهاشاً من هذا المقال، على ضحالة معلوماته، وكثرة أخطائه! فهل مردُّ ذلك إلى قلة اطلاعهم على مخطوطات التراث الحضرمي؟ أم لخفاء بعض الأمور التاريخية عليهم من جهة أخرى.
والحاصل، أن من هذه التعليقات هو وضع الأمور في نصابها، وإفادة كاتب المنشور وقارئه بما حقه أن يعلمه، وتنبيهه إلى ما خفي عليه. وطريقتي في التعليقات هو تتبع المنشور فقرة فقرة، وتحت كل فقرة تعليقها، تطلباً للفائدة، ورجاء الفهم وحسن العائدة.
نعم، هنا أمر مهم ينبغي التنبيه عليه، وهو أن المقال الذي علقت عليه ليس لكاتب البحث الأصلي (الأستاذ عوض حمدين)، إنما هو مقالٌ يعرض ذلك البحثَ للقرَّاء ويقدم قراءة وجيزة لأهم مضامينه، وقد كتب المقال بلغة فيها شيء من الركاكة وضعف في الصياغة والأسلوب، ولكني تجاوزت ذلك، وأوردت نص المقال كما هو غالباً، إلا ما كان فيه خطأ نحوي أو لغوي واضح فقد عدلته.
والله الموفق والمعين، لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه أنيب.

الفقرة الأولى
قال كاتب المنشور: (المؤرخ علوي بن طاهر الحداد في كتابه جني الشماريخ حيث قال: (وكان شيخنا رحمه الله يقول: إن سبب ذهاب تواريخ حضرموت القديمة وانطماسها أن الأخلاف لما رأوا في سيرة الأسلاف ما ينكرونه منهم اليوم فعمدوا إلى إخفائها وإفنائها).
تناول الكثير من الباحثين والكتاب في حضرموت في العصر الراهن عن [كذا] أزمة فقدان مصادر التاريخ الحضرمي لأسباب متعددة، وهذا الكتاب [كذا!] الذي تناوله أحد الباحثين مؤخراً [الأستاذ عوض حمدين] بورقة بحثية جديرة بالاهتمام في مؤتمر علمي عن (المؤرخين والتاريخ الحضرمي في القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجري). أقيم في ديسمبر من العام الماضي 2018م في مدينة المكلا نظمته إحدى دور النشر للدراسات التاريخية والتوثيق في حضرموت.
الكتاب نشر في المملكة العربية السعودية.
طبعة الكتاب: دار القبلة للثقافة الإسلامية المملكة العربية السعودية جدة.
اسم الكتاب (المجموع لمهمات المسائل من الفروع) جمع العلامة طه بن عمر بن طه بن عمر الصافي السقاف العلوي المولود1010هـ والمتوفى عام1063هـ [انظر: التلخيص الشافي ص 23].
قدم للكتاب: عبدالله بن محمد بن علي الحبشي1402هـ [تحديداً: في أول محرم الحرام].




عدد صفحات الكتاب 766 صفحة غير شاملة لصفحات الغلاف.


تعليق وتعقيب
[1] يشعر الناظر إلى العبارات السابقة باضطراب في ترتيبها، وكأن كاتبها كان مستعجلا إلى درجة أنه لم ينسق الكلام تنسيقاً جيداً. عموماً يفهم أن هذا المنشور إنما هو عرض لورقة بحثية تقدم بها [الأستاذ عوض حمدين] في مؤتمر المؤرخين والتاريخ الحضرمي المنعقد في المكلا في ديسمبر 2018م. ذلك البحث تناول كتاب «المجموع لمهمات المسائل والفروع» للعلامة السيد طه الصافي السقاف ت 1063هـ.
[2] تجدر الإشارة إلى أنني تناولت الكتاب بالوصف في كتابي «جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي»: 648-650. الصادر عن دار الفتح للدراسات والنشر، بتاريخ 1430هـ / 2009م.



[3] ومن المهم قوله هنا: إن تسمية الكتاب باسم «المجموع» الخ، هي تسمية مخترعة، لم ترد في مقدمة الكتاب، ولم تكتب على طرر المخطوطات، فلعلها من وضع الناشر.
أما الاسم الشهير لهذا الكتاب فهو «المجموع الفقهي» كما يؤخذ من «التلخيص الشافي» [ص 22]، ويسميه السيد ابن عبيدالله «مجموع الأجداد» كما في «إدام القوت» [ص 79، 213، 314، 315، 326، ومواضع أخرى كثيرة]. ينظر للفائدة: «الخمير المفتوت» لطارق سكلوع العمودي: ص 203.

العبارة الثانية
قال الكاتب: (إن أخطر وأهم ما في هذا الكتاب أن مؤلفه طه بن عمر الصافي السقاف، وهو تلميذ الشيخ الفقيه والمؤرخ أحمد محمد مؤذن باجمال عاش ما بين [905 ــ 1007 هـ] قال الباحثُ: (أن أغلبَ ما في الكتاب هو من كلام هذا الشيخ العالم الفقيه أحمد محمد مؤذن باجمال وبالرغم من هذا فلا توجد له ترجمة).
تعليق وتعقيب
 [1] أشار الكاتب إلى خطورة مَّا في صدر عبارته، ولم يفصل تلك الخطورة ما هي؟ وما كيفيتها؟ هل مجرد تتلمذ السيد العلامة طه بن عمر على الشيخ العلامة أحمد بن محمد مؤذن باجمال هو خطر بذاته؟! فإن كانت التلمذة خطرةً كما يزعم الكاتب، فما هو وجه خطورتها؟ غريبة هذه العبارة!
[2] يلاحَظُ أن الكاتب جرَّد السيد العلامة طه بن عمر من أي وصفٍ يليق به، وأفاض في وصف شيخه العلامة باجمال، وهذا أسلوبٌ غير لائقٍ، من عدة وجوه: 
منها أنه لولا كتاب السيد العلامة الحبيب طه السقاف لما وجد هذا المنشور ولا البحث الذي نحن بصدد التعقيب عليه. 
ومنها أن الحبيب طه كان يجلُّ شيخه باجمال كثيراً ويفخِّم من شأنه في كتابه هذا. ومن حقه وفاءً واعترافاً له بالجميل تجاه شيخه الفقيه باجمال أن يبجل ويكرَّم.
ومنها أنه سيد شريف حسيني النسب، وفوق هذا فهو علاَّمة فقيهٌ محقق، فحقُّه في التبجيل مضاعف. 
ومنها أن واجب الكاتب والمؤرخ أن يكون منصفاً في كتاباته فلا يعلي من شأن شخص ويحقر من شأن آخر إلا إذا كان منطوياً على نية مبيتة غير حسنة.
[3] تاريخ مولد ووفاة العلامة باجمال بحسب المنشور (905-1007هـ). وهذا غير صحيح على الاطلاق، بل إنه كان حياً سنة 1071هـ. وبيان ذلك:
أولاً: أن السيد العلامة الحبيب طه بن عمر الصافي السقاف ولد سنة 1010هـ، وتوفي سنة 1063هـ. وقد تتلمذ على الشيخ أحمد مؤذن، فيستحيل أن يكون مات قبل ولادته.
ثانياً: لو أن الكاتب رجع إلى «المجموع» بنفسه، ونقل عنه مباشرة، وقلب صفحاته وأوراقه. لوجد في ضمنه تاريخ بعض مؤلفات الشيخ باجمال، وهي: «رسالة في بيان حكم المصادقة بخط الحاكم المجرد وبيان ما يلزم به حكمه» كتبها سنة 1069. والأخرى «رسالة في أحكام الأهلة» كتبها حول ثبوت هلال شعبان سنة 1071هـ. فكيف يصح في العقول والأذهان أن مؤلفاً يؤلف كتابين في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، يكون قد توفي سنة 1007!!. أي عقول تقبل هذا؟
[4] وقول الكاتب (إن أغلبَ ما في الكتاب هو من كلام هذا الشيخ العالم الفقيه أحمد محمد مؤذن باجمال). هذا كلام غير صحيح، وغير مطابق للحقيقة، وغير علمي البتة. بل إنه اشتمل على فتاوى نادرة ونصوص فاخرة لعدد كبير من فقهاء حضرموت غير الشيخ أحمد مؤذن، منهم: الشيخ عبدالله بن أبي بكر الخطيب، والشيخ الإمام عبدالله بلحاج بافضل، والشيخ عبدالرحمن العمودي، والشيخ سالم باصهي. عدا فتاوى السادة آل السقاف الأربعة جامعو مادة هذا «المجموع»، وهم: الحبيب العلامة طه بن عمر، وأخوه الحبيب العلامة علي بن عمر (ت 1074هـ)، وابنه الحبيب العلامة عمر بن طه (ت 1085هـ)، وابن أخيه العلامة الحبيب محمد بن عمر (ت 1119هـ).
[5] قول الكاتب: (وبالرغم من هذا فلا توجد له ترجمة). يقصد الشيخ باجمال. وهذا صحيح، فإن المصادر لم تسعف بترجمة وافية له، ومع أن السيد الشلي رحمه الله رجع إلى «مطالع بروج الجمال» في كتابه «عقد الجواهر والدرر» إلا أنه لم يترجم له. وهذه الفواتات كثيراً ما تحصُل لأسباب متعددة، ومن المستبعد جداً ما يخطر على أذهان بعض المعاصرين الذين يقيسون الأمور بمقاييسهم الطائفية والعنصرية فيرجعون سقوط ترجمة علمٍ ما الى أمور نفسية أو عقائدية. كيف يصح هذا، وبين أيدينا كتب التراجم فيها أخبار الموافقين والمخالفين، وتراجم الفسقة والظلمة وذوي العقائد الفاسدة والنحل الخبيثة! فحاشا على من استفاد من عالم أن يهمل ذكره وترجمته، إلا لسبب. والذي يظهر لي: أن السيد الشلي لم يجد ترجمة للشيخ أحمد مؤذن يعتمد عليها من كتابه «مطالع البروج» ولم يأت من يستدركها عليه.
على أنني بحمد الله وفضله، قد ترجمتُ للشيخ أحمد مؤذن ترجمة علمية نحتُّ مادتها من «المجموع» ومن غيره، وأوردتها في كتابي «جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي»، وهي في ست صفحات. وأوردت له أسماء خمسة مؤلفاتٍ استخرجتها من «المجموع»، ينظر: باذيب، جهود فقهاء حضرموت: 1/653-658.

العبارة الثالثة
قول الكاتب: (وأظهر - في ما يعدّه الباحث وثيقة تاريخية هامةً - أسماء عدد كبير من فقهاء وعلماء حضرموت لهم فتاوي في الفروع من المذهب الشافعي اختفت مؤلفاتهم جملة وتفصيلاً في ظروف غامضة لا يعلمها إلا الله وقال أيضاً: (أن هذا لكارثة عظيمة).
 وهي بمثابة جزء مهم من مصادر التاريخ الحضرمي المفقود الذي كثيراً ما تحدث عنه جملة من الباحثين الحضارمة في الماضي والحاضر؛ كشف المؤلف عنهم النقاب حيث عاش المؤلف في القرن الحادي عشر الهجري وهم قد سبقوه بقرون مضت من تاريخ حضرموت وهو غاية مايتم البحث عن مؤلفاتهم ورجال العلم ووقائع وأحداث حدثت في التاريخ الحضرمي بعد صدر الإسلام تكسوها الضبابية والجهل بها ولا توجد مصادر معاصرة لهذه الفترة التاريخية، سواء أن ما كتب هو مجرد استنتاجات ومن كلام مؤرخين متأخرين ليست بأيديهم مصادر معاصرة لهذه القرون ).
تعليق وتعقيب
[1] ضياع الكتب وفقدانها من الكوارث العظيمة لاشك. وفيما يخص مكتبات حضرموت، وضياع محتوياتها وتلفها بفعل الأرضة والإهمال، تحدث العلامة السيد علوي بن طاهر الحداد رحمه الله كثيراً في كتابه «الشامل» عن هذه المعضلة، وأورد العديد من أسماء المكتبات التي تلفت وراحت بسبب ذلك. وهذا الإهمال والضياع ليس خاصاً بحضرموت.
[2] وقول الكاتب (ووقائع وأحداث حدثت في التاريخ الحضرمي بعد صدر الإسلام تكسوها الضبابية) .. هذا أمر واقعٌ في كل زمان ومكان. حتى الحرمان الشريفان، مكة والمدينة، في تاريخهما فجوات لم تكتب بأيدي مؤرخين من أبنائها. فمن بعد وفاة الأزرقي مؤرخ مكة (كان حيا إلى سنة 250 تقريبا) لم يظهر مؤرخ مكي من بعده إلا السيد تقي الدين الفاسي المتوفى 832هـ. وتاريخ تلك الحقبة التي جاوزت الخمسة القرون إنما أخذ من كتب التاريخ العام، ومن رحلات الرحالين الوافدين على الحرمين.
فتهويل الكاتب بأن ما حدَث في حضرموت يعدُّ معضلةً .. كلامٌ لا مسوِّغ له. لأنه أمرٌ اعتيادي طبيعيٌ حدث ويحدثُ في تواريخ كل أو جل البلاد، في كل زمان ومكان. ولكن الناس يحبون الإثارة.

العبارة الرابعة
قال الكاتب: (وما قام به المؤلف السقاف وأخوانه ذكرهم الباحث من جهد مشكور، كان بجمع كلام شيخه العلامة أحمد بن محمد مؤذن باجمال رحمه الله وهو من أخص تلاميذه، إذ لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب، من فتاوى وفائدة لأحمد مؤذن باجمال. ومع هذا لا توجد له ترجمة في الكتاب).
تعليق وتعقيب
 [1] إن التحقيق والتدقيقَ التاريخي، والوصف اللائق بكتاب المجموع لآل السقاف، أنه لا يسمى (تأليفاً)، بل هو (جمع وإعداد)، فمادة الكتاب ليست من بنيات أفكار السيد العلامة الحبيب طه بن عمر ولا بقية الجامعين. فهو أشبه بما يعرف في حضرموت بالسفينة، أو الكناش. تجمع فيه الفوائد العلمية والفقهية، بحسب اهتمام الكاتب أو الجامع.
[2] وقد سبق الكلام في موضع سابق على أن القول بأن المجموع كله لباجمال، مغالطة. كما أنه لم يرد ذكره في كل صفحة من صفحات الكتاب. نعم، تكرر ذكره كثيراً، وقد رصدت المواضع التي ذكر فيها فبلغت 213 موضعاً تقريباً [باذيب، الجهود: 1/654-655].
[3] قول الكاتب (ومع هذا لا توجد له ترجمة في الكتاب). أمر مضحك حقيقة، وإن كنت لا أحب استعمال هذا الأسلوب. من البدهي جداً، ومن المعلوم لدى العقلاء أن كتاباً فقهياً مثل كتاب «المجموع» لن يجد فيه القارئ ترجمةً تاريخيةً. فالتراجم تؤخذ من مصادرها، وليس كتاب «المجموع» الفقهي كتاب تراجم،  وهل اشتمل كتاب المجموع على تراجم آل السقاف مثلاً ليكون عتب الكاتب في محله، وله جانب من الصواب! الجواب: لا. فعلامَ هذا اللوم المتكرر إذاً!؟

العبارة الخامسة
قال الكاتب: (في حين ترجم السيد الشّلي صاحب كتاب المناقب (المشرع الروي) لطه بن عمر السقاف المؤلف أو الجامع للفتاوى (وهو معاصر له) ولم يشر إلى مؤلفاته وإنما وصفه بالقاضي وذكر شيوخه وعدّ منهم أحمد بن عبدالله بن سراج باجمال والفقيه أحمد بن محمد مؤذن باجمال الشهير بالصبحي ، نسبة لقرية ذي اصبح من خلع راشد بحضرموت).
تعليق وتعقيب
كأني بالكاتب هنا يريد أن يستدل على أن كتاب «المجموع» ليس من (تأليف أو جمع) السيد العلامة الحبيب طه السقاف، بدليل: عدم ذكر الشلي له في «المشرع»! وهذا لعمر الحق ليس دليلاً ولا شبه دليل. فالقاعدة تقول: عدم الوجدان لا يلزم منه عدم الوجود.
وبيان ذلك من وجوه:
أولاً: أن السيد الشلي رحمه الله لم يلتزم في كتب التراجم التي وضعها وهي «المشرع الروي» و«عقود الجواهر والدرر» و«السنا الباهر» بذكر تفاصيل المترجمين، ولم يلتزم ذكر مؤلفاتهم أيضاً. فهذا إلزام ما لا يلزم.
ثانياً: أن السيد الشلي عليه رحمات الله، كتب تراجم علماء حضرموت وهو في مكة المكرمة، ولاشك أنه فاته أمور كثيرة لم يطلع عليها أو لم تبلغه. فكتب ما نمى إلى علمه.
ثالثاً: ألا ترى أن السيد الشلي لم يذكر في ترجمة الحبيب طه السقاف أعظم مأثرة ظلت خالدة تالدة الى اليوم، ألا وهي مسجده الشهير في سيون!. فإذا عتبنا على الشلي عدم ذكره كتاب المجموع، فأعظم منه أن نعتب عليه عدم ذكره بناء المسجد.
رابعاً: أن كتاب «المجموع» ثابت النسبة إلى السيد العلامة الحبيب طه بن عمر وبقية الثلاثة العلماء الأجلاء السابق ذكرهم. فقد نسبه إليه ابن عبيدالله في «إدام القوت»، والسيد القاضي علوي السقاف في «التلخيص الشافي»، وهما من كبار علماء عصرهما، ومن ثقات الثقات من مؤرخي حضرموت، وكفى بهما حجةً.

العبارة السادسة
قال الكاتب: (وقال الباحث بعد أن ذكر أن الكتابَ يعدُّ وثيقةً تاريخية من وثائق القرن الحادي عشر الهجري. قال أيضاً: (غير أن غالب ما في «المجموع»: مجموعُ كلام العلامة الفقيه أحمد محمد مؤذن باجمال، شيخ القاضي طه بن عمر، وله معه مشاركاتٌ في بعض الفتاوى. نعم قد يكون لطه بن عمر، رحمه الله، جهدٌ مشكور في الاهتمام بجَمْع كلام شيخه العلامة أحمد بن محمد مؤذن باجمال رحمه الله وهو من أخص تلاميذه إذ لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب من فتاوى وفائدة لأحمد مؤذن.
وهذا الجمعُ عادةٌ حميدةٌ لدى طلاب العلم مع شيوخِهم منذ القِدَم، ولا يعرف الفضلَ لأهل الفضل إلا أهلُه. ولو فسح الله له في العُمر وعاش إلى طباعة هذا المجموع لأطلقَ على هذا المجموع «فتاوى مؤذن باجمال» فليس له في هذا الجامع إلا الحفظ).
تعليق وتعقيب
(فليس له في هذا الجامع إلا الحفظ)!!!
اللهم إني أعوذ بكَ من بخس الناس حقوقهم. وأعوذ بالله من استحقار العلماء. وأعوذ بالله من هضم حق السادة الأشراف بني علوي الأكابر الأئمة الفحول، الكرام الأصول.
ما هذه العبارة التي تفيض استحقاراً وتقليلاً من شأن الحبيب العلامة طه بن عمر السقاف، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أهكذا يوصف هذا البحر الخضم بأنه (مجرد جامع)!
أهكذا يُشكَر هذا الحبر النبيل، والشهم الفريد الأصيل، الذي لولاه، ولولا اهتمامه واهتمام أسرته النبيلة الأصيلة الباذخة المجد، العالية الشرف، الكريمة المحتد، لما وصل إلينا علم الشيخ أحمد مؤذن ولا بقية العلماء الذين تضمن ذلك «المجموع» فتاواهم وفوائدهم!.
أهكذا يتنقص من أقدار النبلاء السادة الذين ملأوا الدنيا علماً، وسار علمهم شرقاً وغرباً. 
أهكذا يكون شكر الحبيب طه بن عمر الذي قام بواجبه تجاه شيخه الفقيه أحمد مؤذن، وحفظ لنا علمه وتراثه!! أكتفي بالحوقلة، ولا أقول إلا ما قاله الصابرون (إنا لله وإنا إليه راجعون). 
أبرأ إلى الله من هذا الازدراء، والتهضُّم لحق السيد العلامة طه بن عمر السقاف.

العبارة السابعة
قال الكاتب: (أما العلماء الحضارمة الذين ورد ذكرهم ونقل عنهم في المجموع هم:
1.    أبوبكر بن محمد بافقيه باعلوي
2.    أبوبكر بن أحمد السبتي
3.    أحمد محمد مؤذن باجمال الاصبحي
4.    أحمد بن حسين بن عبدالرحمن علوي التريمي قاضي تريم
5.    أحمد محمد بافضل العدني
6.    أحمد بن محمد سراج
7.    أحمد بن الحسين بلفقيه
8.    أحمد بن عبدالرحمن سراج باجمال
9.    أحمد بن عبدالرحيم العمودي
10.             أحمد بن سعد الشحري
11.             أحمد بن ابي بكر باحفص
12.             أحمد بن عمر عيديد حاكم تريم
13.             أحمد بن عبدالله بن عمر باشراحيل الغريب
14.             أحمد بن علي بابحير
15.             إسماعيل بن محمد بن عمر الحباني
16.             زين بن عبدالرحمن الكندي
17.             عبدالله بن أحمد بازرعة الدوعني
18.             عبدالوهاب بن عمر بن عبدالله بن سمير
19.             عبدالرحمن باحاتم
20.             عبدالله بن عبدالقادر باحاج
21.             عبدالله بن عبدالرحمن سراج باجمال
22.             عبدالله بن عمر باجمال
23.             عبدالقادر بن أحمد الحباني
24.             علي بن عمر باعقبة
25.             عثمان بن محمد العمودي
26.             عبدالرحمن بن شعيب
27.             سالم بن عبدالله باحميد
28.             سالم بن عبدالرحمن باصهي
29.             عمر بن عبدالله الشبامي
30.             محمد بن أحمد باحميش
31.             محمد بن أبي بكر عباد
32.             محمد بن عمر بحرق
33.             عبدالله بن أحمد بامزروع
34.             عبدالرحمن بن أحمد حنبل بارجاء
35.             عبدالله بن أحمد بامخرمة 
36.             عبدالله بن عمر بامخرمة
37.             عبدالرحمن بن علي بن حسان
38.             عبدالله بن أبي بكر الخطيب
39.             عبدالله بن عثمان العمودي
40.             عبدالله بن عبسين
41.             عمر بن محمد جبيزان [الصواب: خبيزان، بالخاء المعجمة].
42.             علي بن علي بايزيد
43.             عبدالله بن عبدالرحمن بلحاج بافضل
44.             محمد بن سليمان باحويرث
45.             عبدالرحمن بن محمد العيدروس
46.             محمد بن سعد باشكيل
47.             محمد بن عمر قضام
48.             محمد بن علي القلعي
49.             محمد بن عمر معلم
وآخرون ليسوا بشهرة هؤلاء).
تعليق وتعقيب
لقد كفانا الكاتب إدانة نفسه، وهو كمن يسير إلى حتفه بظلفه! فها هو لم يستطع أن يخفي حقيقة أن «المجموع» ليس خاصاً بفتاوى الشيخ أحمد مؤذن باجمال. بل هو قاموس فوائد، ودستور فتاوى حضرمية، لئن كان للشيخ أحمد مؤذن منها النصيب الوافر، إلا أنها اشتملت على فتاوى غرر، لعلماء أكابر كثير منهم من معاصريه. هاهي القائمة تشمل خمسين إلا واحداً من فقهاء حضرموت الأفذاذ. رحمهم الله تعالى ونفع بعلومهم. فكيف يجرؤ ويزعم أن هذا الكتاب ما هو إلا (فتاوى أحمد مؤذن) على حدّ زعمه! أليس هذا يسمَّى افتِئاتاً على الحقيقة!

العبارة الثامنة
قال الكاتب: (أما الكتب والمصادر الحضرمية التي ورد ذكرها في المجموع ونقل عنها). ثم أورد أسماء 21 كتاباً، وعقّبها بقوله: (إنها لكارثة بحق أن نرى كل هذه الأسماء وتلك المؤلفات عبارة عن مجرد ذكر في كتُب، وليس لها أثرٌ في الواقع الملموس)، انتهى.
تعليق وتعقيب

هذا كلام من نوع التهويل والمبالغة، وإلا فالكتبُ التي أورد أسماءها كنتُ قد فصلتُ ذكرَها، واستقصيت مواضعها، ووصفت ما وجدته منها في أطروحتي المطبوعة المسماة «جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي» والصادرة سنة 1430هـ/ 2009م. وقد رجع إليها العديد من الباحثين في التراث الحضرمي. فهل يعقل أن شخصاً مهتماً مثل هذا الكاتب يجهل هذا الكتاب وقد مضى على نشره قبل أن يكتب منشوره بعشر سنوات! وهو متوفر في مكتبات حضرموت ساحلها وداخلها منذ صدوره!
 فلا أدري هذا التهويل لماذا؟ الأولى أن يهول الكاتب على تقصيره في الاطلاع، وأن يعود باللوم على نفسه في عدم تتبعه للأبحاث والكتابات المعاصرة.
وسوف أسوق أسماء الكتب التي وردت في المقال، وأتبع كل كتاب بتعليقي عليه مباشرة، ليكون القارئ على بصيرة من الأمر، ولا يهوله تهويل الكاتب والباحث.

1- السمط الحاوي، لعبدالله أحمد بامزروع.
أقول: مؤلف الكتاب هو العلامة عبدالله بن أحمد بارزعه الدوعني، المتوفى حدود 1043هـ، وليس بامزروع [باذيب، جهود فقهاء: 1/610 وما بعدها].
والكتاب موجود وليس مفقوداً، كما يزعم الكاتب. وقد حصرت له ست نسخ خطية، ينظر وصفها في كتابي «جهود فقهاء حضرموت»: 1/611-612. والكتاب حقق في رسائل علمية تمت مناقشة إحداها في جامعة القرآن الكريم بالسودان.

2- حسن النجوى، للعلامة عبدالرحمن بن عمر العمودي.
أقول: اسم الكتاب تاماً «حسن النجوى فيما لأهل اليمن من الفتوى». توفي مؤلفه الشيخ عبدالرحمن العمودي بمكة المكرمة سنة 967هـ. وهو موجود وليس بمفقود والحمدلله.
وقد وصفت الكتاب في «جهود فقهاء حضرموت»: 1/500-501. وكنت وقفت على كراس منه يشتمل على (باب إحياء الموات) منسوخ في قيدون بطلب شيخنا العلامة الشيخ عبدالله الناخبي رحمه الله. ثم علمت أن مركز النور بتريم قد عثر على نسخة كاملة منه، وهي بين أحد طلبة العلم من آل العمودي يحققها في رسالة ماجستير. يسر الله ظهورها.

3- مختصر شرح الوسيط، للعلامة أبي بكر بن أحمد السبتي.
أقول: هذا الوصف غير دقيق، واختلط الأمر على الكاتب والباحث.
فأما «شرح الوسيط» لحجة الإسلام الغزالي، فهو للعلامة القاضي محمد بن سعد باشكيل (ت حوالي 760هـ). وقد أشار السيد عبدالله الحبشي إلى وجود نسخة منه في مكتبة الأمبروزيانا بإيطاليا، ولم أتمكن من الوصول إليها حتى الآن. ينظر: باذيب، جهود فقهاء حضرموت: 1/365-366.
وأما مختصره المسمى «الجامع المحيط في اختصار شرح الوسيط» فهو لابن أخت المؤلف، العلامة رضي الدين أبي بكر السبتي (ت 761هـ). وهو في الأمبروزيانا أيضاً كما أشار إليه الأستاذ الحبشي في «جامع الشروح والحواشي»: 3/2140. فإما أن الكتابين موجودان، أو اشتبه أحدهما برقم الآخر .. يسر الله الوصول إليهما ونشرهما.

3- قوارع القلوب، للعلامة عمر بن عبدالله الشبامي.
أقول: هذا كتاب مفقود، وهو في التصوف. ومؤلفه الشيخ العلامة عمر بن عبدالله باجمال الشبامي. والد الشيخ محمد بن عمر باجمال (ت 967هـ) دفين بضة بدوعن.

4- فتاوى باشكيل الصغرى والكبرى، للإمام محمد بن سعد باشكيل.
أقول: للقاضي باشكيل رحمه الله عدة فتاوى، منها «الكبرى» و«الصغرى»، و«أجوبة مسائل الخلي»، كلها وصفتها في «الجهود»: 1/366-368. وقد وقفت على «مختصر فتاوى باشكيل» في مكتبة المسجد النبوي. ووصفتها أيضاً. وهي قيد العمل، يسر الله ظهورها.

5- مختصر فتاوى المزجد، للعلامة أحمد بن عبدالرحمن سراج، نقل منها الجامع مسائل ملخَّصة.
أقول: انفرد الحبيب طه بن عمر بذكر هذا «المختصر» في موضع فريد (ص 40). وللشيخ أحمد سراج باجمال مؤلفات أخرى، وصفتها في ترجمته ضمن كتابي «جهود فقهاء حضرموت»: 1/590-591.

6- فتاوى باصهي، للعلامة سالم بن عبدالرحمن باصهي.
أقول: «فتاوى الشيخ سالم باصهي» موجودة ومحفوظة والحمدلله. وقفت على نسختين منها، إحداهما في مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض، والأخرى في بلدنا شبام حرسها الله. وهي بين يدي طلبة العلم والباحثين يحققونها في رسائل ماجستير بجامعة الأحقاف. ينظر وصفها في كتابي «الجهود»: 1/575-577.

7- فتاوى بن عبسين.
أقول: هذه الفتاوى توجد مفرقة في مصنفات فقهاء حضرموت، ولم نجد لها نسخة تامة. وقد وصفتها وذكرت الكتب التي نقلت عنها، ينظر: «جهود فقهاء حضرموت»: 1/433.

8- فتاوى بن حسان، للإمام عبدالرحمن بن علي بن حسان.
أقول: هذه الفتاوى مفقودة، وتوجد عنها نقولات. ينظر: جهود فقهاء حضرموت: 1/384.

9- فتاوى علي بايزيد الدوعنية والشحرية.
أقول: أما الفتاوى الشحرية، فهي موجودة، ينظر وصفها في «جهود فقهاء حضرموت»: 1/531-532. وقد طبعت. وأما الشحرية فلم نجد لها نسخة حتى الان.

10- شرح تراجم البخاري، للإمام محمد بن أحمد بافضل.
أقول: هذا الكتاب في عداد المفقودات اليوم.

11- الروضة الأنيقة والتحفة الحقيقة للإمام عبدالوهاب بن عمر بن عبدالله بن سمير.
أقول: اسم الكتاب على الصواب «الروضة الأنيقة في الرد على من لا يعرف المدارك الدقيقة»، نقل عنه الحبيب طه بن عمر في «المجموع» في مواضع عدة: ص 84، 194، 208، 213، 223-225، 400. ومن هذه المواضع يمكن استخراج محتوى لابأس به عن الكتاب. والمؤلف فقيه من العلماء ولا يصل إلى أن يوصف بأنه (إمام)!.

12- نشر الرضاء في أحاديث المصطفى، عبدالله عمر باجمال.
لم أقف عليه.

13- نظام الدرر حاشية على الإرشاد، للعلامة علي بن علي بايزيد في 3 مجلدات أو مجلدين كبيرين قال الجامع وعندي الجزء الأول منه.
أقول: تسمة هذا الكتاب باسم «نظام الدرر» وردت في «المجموع» (ص 91). لكن الفقيه المؤرخ باسنجلة، تلميذ بايزيد، وكذلك المؤرخ بافقيه في «تاريخ الشحر» سمّياه «عقد اللآلي والنكت الغوالي فيما يتعلق بإرشاد الحاوي». ينظر: «جهود فقهاء حضرموت»: 1/533-534.
والكتاب موجود بيد أحد سماسرة التراث والمخطوطات، يقع في مجلدين، ونمى إلى علمي في سنة 1432 تقريباً أن شخصاً عرضه للبيع بمبلغ كبير (20 ألف ريال سعودي!).

14- تحفة الحدائق والأحداق للعلامة عبدالله بن عمر بامخرمة
أقول: ورد ذكره في المجموع الفقهي لآل السقاف (ص119)، أثناء كلام عن أحكام يوم الجمعة وما فيه من الأعمال المسنونة، وعبارته على لسان العلامة أحمد مؤذن باجمال (ت 1070هـ؟): «وأطال في الواردِ في ذلك الإمامُ الطيبُ ابن عبد الله بن عمر (كذا!) مخرمة في كتابه «تحفة الحدائق والأحداق»، فلا يسع وصفه هنا»، إلخ. وأعتقد أن الناسخ (أو الناشر) شردَ ذهنُه وهو يكتب اسم الفقيه، فخلط بين الطيب بامخرمة (المترجم)، وبين ابن أخيه الإمام الفقيه، نظراً لشهرة الأخير، وكثرة تداول اسمه على الألسنة، وقد ذهب أستاذنا الحبشي إلى نسبته لعبد الله بن عمر بامخرمة، والله أعلم بالصواب»، انتهى نقلا عن كتابي «جهود فقهاء حضرموت»: 1/481.

15- تاريخ باشراحيل.
أقول: سيصدر في الأيام القريبة القادمة بإذن الله ذيل باشراحيل على «تاريخ حسان»، حققه واعتنى به الأستاذ عبدالله الحبشي. وقد فصل في مقدمة التحقيق الكلام على «تاريخ باشراحيل»، كما سبق أن تحدث عنه في مقدمة «تاريخ شنبل».

16- نبذة في الدرج والدقائق، للشيخ محمد بن محمد بن عبدالرحمن الخطاب.
أقول: هذا المؤلف من علماء المالكية، وهو فقيه ليبي، لا دخل له بحضرموت ولا فقهائها. ولد بمكة ومات في بلده سنة 954هـ. وهو الحطاب (بالحاء المهملة) الرعيني، مؤلف «مواهب الجليل في شرح مختصر خليل».

17- شرح الوسيط، للإمام محمد بن سعد باشكيل.
أقول: تقدم ذكره برقم (2).

18- ذيل طبقات الأسنوي، للعلامة عبدالله بن عمر بامخرمة.
أقول: تم بحمدالله الوقوف على أجزاء متفرقة منه.

19- مطالع الأنوار في بروج الجمال ببيان الشجرة والمناقب لآل باجمال، لأحمد مؤذن باجمال.
أقول: هذا كتاب نادر الوجود، وقد اطلع عليه السيد الشلي رحمه الله، ونقل منه 3 تراجم في كتابه «عقود الجواهر والدرر». ينظر: مقدمة تحقيق عقود الجواهر، طبعة مركز الملك فيصل: 1/ 135. وعنه نقل المحبي وغيره.

20- نهاية التحقيق في الخبر المقترن بالتصديق، للعلامة أحمد محمد مؤذن باجمال
أقول: ذكرها السيد الحبيب طه السقاف في «المجموع» (ص 373، و 619)، ينظر: جهود فقهاء حضرموت: 1/658.

21- مختصر الأنوار، للإمام محمد بن أحمد بافضل.
أقول: هذا الكتاب متوفر في مكتبات حضرموت الخاصة والعامة، وقد حصرت له ست نسخ خطية في كتابي. ينظر: جهود فقهاء حضرموت: 1/423-424. وهو بين يدي طلبة العلم يحقق في جامعة حضرموت وجامعة عدن.
الخلاصة: أن أحد عشر كتابا (11) من هذه القائمة موجودة والحمدلله، وبعضها مطبوع، وبعض يحقق في الجامعات. وبقية الكتب لدينا وصفها، وتعرفنا بفضل الله على محتواها.
فبان بهذا أن قول الكاتب (إنها لكارثة بحق أن نرى كل هذه الأسماء وتلك المؤلفات عبارة عن مجرد ذكر في كتُب، وليس لها أثرٌ في الواقع الملموس)، كلام استهلاكي، لا يمت إلى الحقيقة بأدنى صلة. وأن كاتبه ليس له معرفة بمظان الكتب التراثية، ولا له شغل بالبحث والتنقيب كما يفهم من عباراته الفضفاضة.

العبارة التاسعة
قال الكاتب: (ثم قال الباحث في نهاية ورقته البحثية: (ضياع المصادر):
نقل الجامع في المجموع عن أكابر العلماء من أمثال الإمام  القلعي، وابن حسان ، وباشكيل ، وابن عبسين ، والسبتي ، وبافضل ، وباشراحيل ،  وبامخرمة ،  ومؤذن باجمال ، وبن سمير، وبامزروع ، وباحميش ، وبازرعة ، وبحرق ، وحنبل بارجاء ، وباقشير  هؤلاء أشهر وهناك آخرون ليسوا بشهرة هؤلاء وذكرت لأكثرهم كتب في ثنايا المجموع بل أحال على بعضها.
وهناك  أعداد كبيرة غير هؤلاء من العلماء على مر العصور فيصف البشاري في كتابه "احسن التقاسيم ص 87 ويقول: (بأن  أهل حضرموت لهم في العلم رغبة). ويقول باحنان في جواهر تاريخ الأحقاف / 331  «إن حضرموت كانت زاخرة بفطاحل العلماء من الفقهاء والمحدثين والأدباء». فأهل حضرموت أهل ثقافة وحضارة منذ كان التاريخ وهذه الصفة جعلت الوافدين إليها يرغبون في المكوث بها رغم ضنك معيشتها. فقد ذكر الشلي حلول العلويين وقال: (إنهم وجدوا بتريم من أرباب العلوم والآداب وأصحاب الفهوم والألباب ماشغلهم عن الأهل والوطن) [أنظر المشرع الروي للشلي 1/ 128]
تعليق وتعقيب
كلام لا طائل من ورائه، ولا فائدة من سوقه. فهو من باب الذم الذي ظاهره المدح. على حد قول القائل: دع المكارم لا ترحل لبغيتها .. فمثل هذا المدح الهزيل في قطر عظيم زاخر بالعلوم والعلماء، والفقه والفقهاء، لا يستشهد له بقول البشاري!
وأما ما ذكره الشلي عن أسلافه الأشراف العظماء، فإنه يصدق على ما كان في سالف العهد والأوان، أي في حوالي القرن الرابع الهجري وما تلاه. أما بعد ذلك، فقد أشرقت شموس بني علوي على العراص الحضرمية، وبسقت أشجار علومهم فغطت بوارف ظلالها سكان ذلك الوادي المبارك. ولم يحفظ جلَّ تاريخ هذه الديار سِواهُم، ولم يقم بواجب الدعوة في واديها وناديها إلاهُم، فالحمدلله الذي أكرم وادي حضرموت بهذه السلالة السنية الشريفة الطاهرة.
وما كتاب «المجموع» للحبيب العلامة القاضي طه بن عمر الصافي السقاف، وما حواه من علوم ومعارف، إلا ثمرة من ثمرات علوم أولئك السادة الأجلاء. ولاو «المجموع» لما راح كاتب المقال ولا جاء. ولكن: لا يعرف الفضل لأهله إلا ذووه.

العبارة العاشرة
قال الكاتب: (ثم يأتي المقدم للمجموع عبدالله الحبشي  ليقول: «إن المجموع انفرد بذكر فقهاء لا نعرفهم إلا منه وبكتب نادرة لبعضهم لعل أكثرها فقدت منذ عصر المؤلف أي في القرن الحادي عشر».
وكلامه هذا لا يقبل لدى المهتمين بالبحث والتنقيب. لأن في عصر المؤلف المصادر كانت موجودة لدى الجميع ومتداولة ـــ وإلا فما فائدة ذكرها والإحالة عليها إذا لم تكن متداولة بدليل إن المحبي وهو شامي من خارج حضرموت المتوفى 1111هــ  في خلاصة الأثر ينقل عن كتاب  (مطالع الأنوار)  لمؤذن باجمال . وقد يعذر الحبشي ذلك أنه أتى في وقت متأخر جدا عن عصر الجامع وكانت هذه الكتب ومؤلفوها قد أخفيت.
تعليق وتعقيب
لا يزال الكاتب يلف ويدور، ويقلب لنا الأمور. ولا أدري ما معنى اعتراضه على كلام الأستاذ الحبشي! كلام الحبشي صحيح مائة بالمائة، وليس عليه أدنى غبار.
[1] أما استشهاد الكاتب بصنيع العلامة المحبي الدمشقي (ت 1111هـ) بكونه نقل في كتابه «خلاصة الأثر» عن كتاب الشيخ أحمد مؤذن باجمال .. فمثل هذا لا يخفى على الباحث المبتدئ، فضلا عن (الباحث المنقب).
ولو أن الكاتب كلف نفسه عناء البحث على أصوله، لرجع إلى مقدمة كتاب المحبي «خلاصة الأثر»، ليعرف مصادره. ولكني أريحه وأحمل عنه عناء تقليب صفحات المجلد الأول، وأنقل له قول السيد المحبي: «ثم وقفت في أثناء السنة على ذيل الجمالي محمد الشّلِّي المكي، الذي ذيّل به على «النور السافر في أخبار القرن العاشر» للشيخ عبد القادر ابن الشيخ العيدروس. و«المشرع الروي في أخبار آل باعلوي» له أيضاً».
فهاهي مصادر المحبي، إنه ناقل عن كتب السيد الشلي المتوفى سنة 1093هـ. وهو الذي نقل عن «مطالع الأنوار» لأحمد مؤذن. فاتضح أن المحبي لم يقف على الكتاب. فبطل استنتاج الكاتب، واتضح لنا أن عبارة الحبشي: « أكثرها فقدت منذ عصر المؤلف أي في القرن الحادي عشر»، صحيحة لا غبار عليها، فليوفر الكاتب عتابه ولومه.
[2] وأما قول الكاتب : (وقد يعذر الحبشي ذلك أنه أتى في وقت متأخر جدا عن عصر الجامع وكانت هذه الكتب ومؤلفوها قد أخفيت).
هذا كلام يقوم على تبني (نظرية المؤامرة). وهي كما يلاحظ القارئ الكريم، فكرة قد استولت على عقول كثيرين، ليس الكاتب هذا فحسب. لقد تكررت كلمة (أخفيت) في سطور هذا المنشور عدة مرات. وهي كلمة فضفاضة، ولو أن الكاتب كان يمتلك الشجاعة الكافية لصرح بالجهة التي يتهمها بالإخفاء. وإذاً لوجد من الجواب، ما يملأ الأوطاب.
لا ننكر أن هناك كتباً تعرضت للتلف، وأن هناك أشخاصاً قاموا عمداً بإتلاف بعض الكتب كما روت لنا كتب التاريخ. ولكن، أن نرمي بالتهم هكذا جزافا، ونعمم ولا نخصص، فهذا أمر غير مقبول. ويفتح للشر أبواباً لا تغلق.

العبارة الحادية عشرة
قال الكاتب: (والناظر في هذا الأمر أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن يكون هؤلاء العلماء وتلك المصادر والمؤلفات التي ذكرت في المجموع غير حقيقية زعمها من كتب المجموع  فلماذا أتى بها؟ وما الغرض والدافع من ذكرها؟ وإما أن تكون حقيقية ولكن تعمد إخفاؤها، وهذا هو الرأي الذي نميل إليه [والكلام كله لصاحب الورقة البحثية] وهو الراجح من وجهة نظرنا وكما تؤكده النقولات الكثيرة.
 منها: ما قاله  المؤرخ علوي بن طاهر الحداد في كتابه جني الشماريخ  حيث قال : ( وكان شيخنا رحمه الله يقول إن سبب ذهاب تواريخ حضرموت القديمة وانطماسها أن الأخلاف لما رأوا في سيرة الأسلاف ما ينكرونه منهم اليوم فعمدوا إلى إخفائها وإفنائها ).
وكأنه يعني كل كلمة قالها وهذا معناه أن الأخلاف رأوا ما ينكرونه وأخفوا وطمسوا وأفنوا وهنا لازال السؤال مطروحا فمن هم الأخلاف الذين أضاعوا تواريخ حضرموت وآثار علمائها في التاريخ والأنساب والفقه وعلوم العربية وغيرها من المجالات الحضارية والعلمية؟!!.
تعليق وتعقيب
[1] أما القسم الأول من هذه العبارة، التي تشتمل على لوم متكرر من الكاتب تجاه صاحب «المجموع»، فقد سبق الجواب عنه. وهو بدلاً من أن يشكر آل السقاف على حفظهم لفتاوى فقهاء حضرموت التي لولا تدوينهم وجمعهم لها في هذا الكتاب لضاعت. راح يتهمهم بشتى الاتهامات التي هم برآء منها. وأدنى عاقل سيقول: لو أراد آل السقاف إخفاء مصنفات وفتاوى أولئك الفقهاء لما أبقوا لها ذكراً، ولأعدموها أصلاً. فكيف نصدق أنهم أخفوا أصولها وهم الذين نقلوها لنا؟! هذه مغالطات لا أكثر ولا أقل.
ومن يدري، فقد نجد في مكتبة خاصة يوما مّا ما كنا نبحث عنه. وحتى ذلك الحين، يبقى «المجموع» أعظم مصدر نستقي منه تلك النصوص. فرضي الله عمن جمعه، ومن سطره، ومن حفظه، ومن نشره، ومن استفاد منه فشكر، واستفاد واعتبر. ولا عزاء لمن لا يشكر الناس، ولمن يتهم الأبرياء، ولمن يكيل التهم جزافاً للأموات.
إن هذه الفقرة ومثيلاتها لتمثل مخالفة صارخة لقول الله تعالى: والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا وللذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا♂. فماذا نستفيد من اتهامات الكاتب إلا نشر الغل والحقد!
وسبق أن أوضحتُ أن أكثر المصادر التي ذكرها وأوردها الحبيب طه موجودة، فلتراجع الصفحات السابقة.
[2] لقد حمل الناس عبارة السيد علوي بن طاهر الحداد التي في «جنى الشماريخ» أكثر مما تحتمل. وللجواب على تساؤل الكاتب (هم الأخلاف الذين أضاعوا تواريخ حضرموت وآثار علمائها في التاريخ والأنساب، الخ)، أوجهه أن يرجع إلى «جنى الشماريخ» مرة أخرى، ليعرف منه قصة إخفاء كتاب الشيخ الجرو في أنساب كندة. وليعلم كيف كان حرص الحبيب العلامة أحمد بن حسن العطاس على ذلك الكتاب، وأن أشخاصاً حاقدين هم الذين أخفوا الكتاب وأتلفوه. ولو أنه وقع بيد الحبيب أحمد بن حسن، لحفظ لنا، ولوصلنا كما وصلتنا نصوص نادرة عن أنساب أهل حضرموت، لم نجد لها مصدراً سوى مدونات ذلك السيد العلامة الإمام الجليل .. رحمة الله عليه.

العبارة الثانية عشرة
قال الكاتب: ( ماهي الكتب التي كتب لها البقاء من تاريخ حضرموت: والغريب  أن كتب «المناقب» من أكثر المصادر وجودا وبقاء  في حضرموت ولم يبق لنا من مصادر تاريخ حضرموت إلا هذه الكتب المناقبية  والتي منها المشرع الروي ، والجوهر الشفاف ، والغرر،  والعقد النبوي ، والنور السافر،  وتذكير الناس ، وصلة الاهل ،  والبركة والخير في مناقب آل باقشير ،  وكنوز السعادة ، وتنوير الاغلاس ،  وعقود الالماس ،  والبنان المشير ،   ومن أمثالها كثير   فلدينا قائمة طويلة وعريضة لسنا  بصدد سردها في هذا المقام  وسؤالي عن كتب هؤلاء العلماء  الضائعة  الفقهية والتاريخية  المحال عليها في المجموع؟»
تعليق وتعقيب
قد أجبنا على سؤاله فيما مضى. 
وأما استنكار الكاتب بقاء كتب المناقب! فما أجمل تلك الكتب وما أبهاها، وهل يرجى لأمة حضارة بدون تاريخ! كتب التراجم والمناقب هي مادة التاريخ ولبه. ومن أين نستقي أخبار الرجال إلا من كتب المناقب! أما ما فيها من مبالغات وكرامات، فذلك شيء لم تختص به كتب الحضارمة، بل هي ظاهرة معروفة في الشرق والغرب والهند والسند، والشمال والجنوب.
والمؤرخ الحصيف هو من يستنطق كتب المناقب، ويستخلص منها مادة تاريخية نافعة، ويعرض عن صورة الكرامة إذا لم تكن تمثّل له شيئاً ذا بال. وكتب المناقب وسواها ماهي إلا أوعية للمعلومات. مع أن لدينا من كتب التاريخ والحوادث ما لا يوجد عند غيرنا. فلدينا تاريخ شنبل، وتاريخ بافقيه، وتاريخ باسنجلة، وتاريخ بن حميد، وغيرها. تاريخ حضرموت تمت تغطيته بمصنفات كثيرة. لا أدري لم كل هذا اللوم من الكاتب وكأننا بلا تاريخ!

العبارة الثالثة عشرة
قال الكاتب: (ثم يضيف الأخ عوض حمدين في ورقته قائلاً: (وسنبقى قليلا مع السيد علوي بن طاهر الحداد حيث يظهر لنا عبثا آخر وهنا في الأنساب حيث ذكر لنا في الشامل الشامل 2/396 طبعة مركز حضرموت للدراسات والتوثيق والنشر تحقيق د / محمد يسلم عيد النور: (وقد سألت شيخنا عن نسب بعض القبائل فأخبرني به فقلت له إنكم ذكرتم في الرسالة أنهم آل فلان فقال لي ذلك لقب وضعه لهم سلفنا تفاؤلا ونسبهم يعود إلى ما ذكرته لك). وشيخه الذي عناه هو السيد أحمد بن حسن العطاس صاحب (السفينة المجموعة) وهي رسالة في الأنساب الحضرمية فتأمل. ونحن هنا إذ نشكر السيد علوي بن طاهر الحداد على شجاعته الأدبية وأمانته في النقل وسؤاله الواضح لشيخه وجوابه إلا أننا نعتب عليه إذ لم يعلق على هذا العبث في الأنساب. أليس في هذا ظلم للعباد؟
تعليق وتعقيب
ليس في كلام العلامة الحداد، ولا جواب شيخه الإمام العطاس ما يستنكر. ولا أدري ماذا فهم الكاتب من عبارة السيدين الجليلين العالمين العلمين. فالإمام العطاسُ يصرح أنه أورد نسب أولئك الناس موثقاً في «السفينة». وأن لقبهم طارئ أطلق عليهم تفاؤلاً.
وقد احتاط العلامة الحداد في ذكر أولئك الناس. فكيف يظن الكاتب أن السيد العطاس أخفى نسبهم وقد ذكرهم في «السفينة» وهي مطبوعة منتشرة!. عن أي عبث يتكلم؟ وعن أي ظلم يتحدث!؟ عجيبٌ ليُّ الكاتب أذرعةَ النصوص إلى الجهة التي يريد، والتعسف في صرف فهمها إلى ناحية غير مقصودة!.
إنه نفس المنطق المقلوب الذي شنعناه عليه سابقاً. فبدلا من أن يشكر العلامة العطاس على حفظه لأنساب جملة من بيوتات الفضل والقبيلة في حضرموت، راح يلومه ويتهمه. الآن فهمت المثل القائل: عنز ولو طارت!.
إذا محاسني اللاَّئي أدل بها     كانت ذنُوبي فقل لي كيف أعتذر!

العبارة الرابعة عشرة
قال الكاتب: (وفي موضع آخر يقول: (وقد ذكر شيخنا بعض التعليقات مع تناقضها. وتركها كما هي لأن قصده الجمع لا التصحيح والترجيح) [الشامل 2/389]!! 
ونظن أن هذا سكوت على باطل.
تعليق وتعقيب
السكوت على الباطل هو ترك العقيب على هذا الكلام. وإني أجزم أن الكاتب لم يطلع على «سفينة الأنساب» للإمام أحمد بن حسن العطاس، وإلا لما كتب هذا الهراء.
وتوضيح ذلك:
أن السيد العلامة علوي بن طاهر الحداد، يتحدث في هذه العبارة عن منهجية شيخه الإمام العطاس في «سفينة الأنساب». وهو منهج تاريخي نظيف ونزيه. وذلك: أن الإمام العطاس، عليه رضوان الله، كان يتنقل في بلدان حضرموت للصلح بين القبائل، وللدعوة إلى الله، وللتعليم والتدريس. فكان يسأل عن مدونات أهل كل بلد في الأنساب. فتحصل بعد سنين طوال، وجهد كبير، على نصوص تاريخية في غاية الندرة. فبادر إلى نسخها وجمعها في كتاب أطلق عليه «سفينة الأنساب».
ولأنه ناقل مؤتمن، وحرز مثمَّن، فقد أبقى تلك النصوص على ما هي عليه، حتى لو كان بعضها يناقض بعضاً. ومثال ذلك [من طبعة الأخ د. محمد عبدالنور]: في (ص 119) نقلا عن «بعض التعاليق»: آل باعباد من موالي بني أمية. وفي (ص 121) نقلا عن «نبذة كنينة» من مكتبة الشيخ العمودي: أن آل باعباد بني أمية. فهذا مثال يوضح معنى قول العلامة الحداد في «الشامل»: « وقد ذكر شيخنا بعض التعليقات مع تناقضها. وتركها كما هي لأن قصده الجمع لا التصحيح والترجيح».
فإذا تبين لك صحة هذا المثال، وعرفت معنى العبارة. فسيتضح لك أن قول الكاتب (ونظن أن هذا سكوت على باطل) من باب الظن الآثم وقد قال تعالى: إن بعض الظن إثم. وهذا منه، لأنه اتهام باطل، يقوم على فهم خاطئ.


العبارة الخامسة عشرة
قال الكاتب: (ويقول عن أحد علماء دوعن العلامة عبدالرحمن بن أحمد بن عمر باشيخ فقال : (عنده مجموعة من الكتب القديمة عديمة النظر فيها عدد من فتاوى فقهاء حضرموت واليمن كفتاوى بامخرمة ، وباشراحيل ، وبايزيد ، والحباني وغيرهم، وقد استعارها بعضهم من ابنه الفاضل الشيخ أحمد ثم أنكره فيها وكتب إلي وأنا بجاوة يشكو لي عمله وبلغني بعد ذلك أنه وقعت بينهما دعوى عند والي دوعن ولم أدر هل ردها إليه أم لا؟!  وكان من الصدف الغريبة أن ذلك المستعير أو المغير أخبرني وقد اجتمعت به في جاوة أن لديه ثمانية وعشرين مجلدا من فتاوى العلماء فعجبتُ كيف وصلت إليه. ثم لم يطل الزمن حتى وصل إلي كتاب الشيخ أحمد يشكوه ويطلب مني مراجعته والزمان أبو العجائب الشامل 2/656- 657 ).
تعليق وتعقيب
لا أدري ماذا يريد الكاتب من هذه العبارة؟ والقصة التي أوردها العلامة الحداد في «الشامل» فيها من العبر ما لا مزيد عليه.

العبارة السادسة عشرة
قال الكاتب: (كانت هذه خلاصة حاولنا فيها نقل أهم ما في الورقة البحثية للأستاذ عوض حمدين ونتمنى من نشرها كاملة مع وثائق ذلك المؤتمر العلمي الذي سبق ذكره ليستفيد من هذه البحوث طلبة العلم وذوي الدراسات العليا والجمهور. والله الموفق).
تعليق وتعقيب
نحن بانتظار نشر الورقة الأصلية. 
وأيا ما كانت، فهذه التعليقاتُ كفيلةٌ أن تجعلَ القارئَ الحصيفََ يتوقَّف فيما سينشر باسم الكاتب، ويعد العدة للتفحص والقراءة الناقدة الحذرة لما سيقف عليه. وليأخذ  من شاءَ تعليقاتي هذه ويعرضها على مصادر الكاتب، ومن أراد أن يحكّم بين الأصل والتعقيب فأهلا به. فما أريد إلا الحق والصوابَ. 
وأرجو أن لا يحاكمني أحد الى البحث الأصلي، فأنا قد بينت أني لم أقف عليه، وإنما اعتمدت في تعليقاتي على العرض المنشور على الرابط الذي أوردته في مقدمة التعليقات. وليس بيني وبين كاتب البحث أو عارضه أي معرفة سابقة، بل إني أشكرهما على إتاحة الفرصة لهذا التعقيب، وتحريك مياه البحث العلمي، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
* * *
وقد انتهيت من التعليق والتعقيب على هذه السطور الساعة الثانية بعد منتصف ليلة الاثنين 17 شعبان 1440هـ، أرجو أن ينفع الله بها من قرأها. وما قصدت إلا الإيضاح والابتعاد بالقارئ عن التهويل وبعض المغالطات التي اشتمل عليها المنشور. والله الموفق. ونسأله تعالى أن يهدينا سواء السبيل. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق