الاثنين، 16 يناير 2023

ملاحظات على كتاب (التاريخ والمؤرخون في مكة) تأليف د. محمد الحبيب الهيلة

 ملاحظات على كتاب (التاريخ والمؤرخون في مكة)

تأليف د. محمد الحبيب الهيلة

 

بقلم/ د. محمد أبوبكر باذيب

الطبعة الثانية لكتاب (التاريخ والمؤرخون في مكة المكرمة) تأليف د. محمد الحبيب الهيلة (ت 2019م) رحمه الله.




تمتاز هذه الطبعة بزيادة أعلام من القرنين الرابع والخامس عشر الهجريين.  تبتدئ الزيادة من ص 546، من ترجمة السيد أحمد زيني دحلان (ت 1304هـ) ورقمها 205. وتنتهي بترجمة المؤرخ عاتق البلادي (ت 1431هـ) ورقمها 293.  فعدد التراجم المزيدة: 88 ترجمة.

الطبعة الأولى:





والكتاب صدرت طبعته الأولى عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن، سنة 1414هـ/ 1994م، وكان عدد تراجمه 187 ترجمة، تنتهي بأبي بكر الزرعة المكي، وأصبحت ترجمته في الطبعة الثانية برقم 189. وقد أدخل فيها تعديلات وزيادات جمة، وحدد تاريخ وفاته في 1262، بعد أن لم يكن محدداً في طبعته الأولى. كما لم يذكر في الطبعة الثانية ما الذي زاده وأضافه على مادة الطبعة الأولى، فيحتاج أن يقوم باحث بالمقارنة بين الطبعتين، والكتابة في ذلك.

لاشك أن الكتاب مهم، وقد أصبح مرجعاً للباحثين، وجهد المؤلف مشكور، ولكن لا يخلو عمل بشري من تعقبات وملاحظات، وهذه ملاحظات سريعة استوقفتني، ورأيت أن من واجب النصح للعلم وأهله أن أدونها، وهي بنت وقتها، لم أقصد منها الاستيعاب، وإلا فهناك ملاحظات عديدة قد يكون لاحظها غيري، ولو تفرغ باحث معتن بذلك لاستخرج الكثير، لاسيما مع تقدم وسائل المعرفة وسهولة الحصول على المعلومات وتوثيقها اليوم.

فقد لاحظت التالي:

- أن المؤلف اعتمد في تراجم بعض المعاصرين على شبكة الانترنت وموقع الويكيبيديا، وهذا أمر معيب، فأ بو تراب الظاهري (مثلا) كتبت في سيرته وأدبه مؤلفات مطبوعة، ولكن يبدو أن استعجال المؤلف في إخراج الكتاب لم يمهله أن يرجع الى المراجع المطبوعة، وهو أمر معيب، ولا يليق بتاريخ أم القرى، مكة المكرمة، ورجالاتها.

 

- اقتصر في تراجم بعض الأعلام المشاهير على مراجع لا تليق بأقدارهم، ففي (ص 555) ذكر الشيخ محمد نواوي الجاوي، وبخسه حقه وترجمته، ورجع في ترجمته الى كتاب السنيدي المعاصر، ومخطوط الدهلوي (فيض الملك المتعالي)، وقال بالحرف الواحد: (ولم نعرف له ترجمة موفية بالغرض)! سبحان الله، كان بين يدي المؤلف أهم مراجع ترجمة الجاوي، فقد ترجم له مرداد والغازي والزركلي، وغيرهم، وسردوا أسماء مؤلفاته، بل ذكر سركيس في معجمه ما طبع منها، وهو من مراجع المؤلف. إنه الاستعجال وعدم الإحاطة والنظرة الشمولية للتاريخ المكي ورجالاته، والاكتفاء بالنظر السريع. وهو أمر مؤسف.

ثم كيف يرجع الى مخطوط الدهلوي، وقد طبع الكتاب سنة 1429هـ/ 2008م، وهذه الطبعة الثانية صدرت سنة 1438هـ/ 2017م، أي أن كتاب الدهلوي قد مضى على طبعه حوالي عشر سنوات! كيف لم يرجع الى المطبوع؟ بل كيف لم يحدث بياناته عن كتاب من التراث المكي التاريخي طبع وانتشر وهو لا يعلم! أمر غريب جداً.




 

- في (ص 555) ترجمة أبي بكر شطا المكي (ت 1310هـ)، نسب له كتاباً بعنوان (عمدة الأبرار في أحكام الحج والاعتمار). وهذا خطأ، فالكتاب من تأليف علي بن عبدالبر الونائي (ت 1212هـ) وعليه شروح وحواش معروفة.

 

- في (ص 559) ترجمة عبدالله بن عباس صديق الحنفي (ت 1325هـ)، نسب له كتاب (الأسر القرشية أعيان مكة المحمية)، وهذه النسبة خاطئة تماماً. لأن مؤلف الكتاب المذكور رجل معاصر لعله لا يزال على قيد الحياة، وليس لصاحب الترجمة.

 

- في (ص 578) ترجمة الشيخ جعفر لبني (ت 1340هـ)، ذكر له كتابا سماه (تاريخ عوائل مكة)، وهذا غير صحيح، إنما تلك المعلومات عن عوائل مكة استلت من كتابه (الحديث شجون شرح الرسالة الجدية لابن زيدون) وقد طبع الكتاب. فلا يصح نسبة (المستلة) الى الشيخ غازي، ولا الى اللبني الا بذكر أصلها (الحديث شجون).

 

هذا ما تيسر جمعه في هذه العجالة، ورحم الله الدكتور الهيلة وأثابه على ما قدم، وغفر لنا وله الزلات والهنات، ونسأله التوفيق لإجادة الأعمال وإتقانها وإعطائها حقها من العناية والجهد، والله الموفق.

 

كتبه محمد باذيب

الاثنين 23 جمادى الآخرة 1444

16 يناير 2023م