الخميس، 12 مايو 2016

المفاضلة بين ألفيتي العراقي والسيوطي في مصطلح الحديث النبوي

المفاضلة بين ألفيتي العراقي والسيوطي في مصطلح الحديث النبوي

وردني هذا السؤال بتاريخ 6/5/2014م
(
السلام عليكم. أيهما أحسن حفظ ألفية العراقي أم السيوطي من حيث المعلومات التي تتضمنها كلا منهما؟)
فوضعته في بعض مجموعات الواتساب، وقلت: (ليفد من لديه افادة).
فكان ممن تفاعل مع السؤال، وأجاب إجابة موفقة، أخي البحاثة المفيد، الشيخ د. عادل الشعيبي الأحسائي، نزيل بريطانيا حالياً.
فقال وفقه الله:
(السيوطي افضل.
سمعت ذالك من شيخنا الدكتور أحمد معبد عبد الكريم في إحدى دروسه بالأزهر.
مما لاشك فيه أن كلا الألفيتين في غاية الإتقان، وكل منهما تسد مسد الأخرى جملة. وسوف أركز على عدة محاور:
1-
العراقي من أئمة الحديث المبرزين فيه والسيوطي عالم بالحديث وغيره، ولكن رتبة العراقي مقدمة في هذا الفن.
2-
العراقي في ألفيته نظم مقدمة ابن الصلاح وزاد عليها، فهو بذل جهدا في نظم كتاب في مصطلح الحديث، لذا قال: نظمت فيها ابن الصلاح أجمعه...وزدتها قولا تراه موضعه، بينما السيوطي لم يتعب كثيرا فهو أعاد صياغة ألفية العراقي وزاد عليه، وأحيانا يكرر بعض عبارات العراقي، لذا ألفها في 5 أيام فقط ، قال السيوطي: نظمتها في خمسة الأيام... بقدرة المهيمن العلام
3-
زيادات السيوطي أكثر من زيادات العراقي.
4-
عبارات السيوطي أسهل نسبيا، ولقد قال : فائقة ألفية العراقي...في الجمع والايجاز واتساق . ولقد قال السيوطي في ألفيته في النحو: فائقة ألفية ابن مالك. فنظم السيوطي فيه سلاسة أكثر فيسهل حفظه، مع أن العراقي متفنن في النظم، وعباراته جميلة رصينة قوية.
5-
منظومة العراقي أقعد في الفن في نسبة الأقوال وضرب الأمثلة.
6-
أهل الحديث اعتنوا بشرح ألفية العراقي أكثر، فشرحها مؤلفها وعلى الشرح حاشية ابن قطلوبغا، والبقاعي في النكت الوفية، والنكت لابن حجر، وحاشية الحلبي، وشرحها ابن العيني والسخاوي في فتح المغيث والشيخ زكريا الأنصاري في فتح الباقي وأمير بادشاه والمناوي والأجهوري والدمنهوري وابن كيران والبطاوري ، بل توجد عشرات الشروح والمختصرات والحواشي.
أما ألفية السيوطي فشرحها السيوطي نفسه ولم يكمله وقد طبعت في رسالة ماجستير في 3 مجلدات بتحقيق باحث إندونوسي، وشرحها العرضي والقلقشندي والترمسي ومحمد بن عبدالرسول البرزنجي وأبوبكر الأهدل وابن كيران وأحمد شاكر ومحمد محي الدين عبدالحميد ومحمد آدم الأثيوبي واليعقوبي الموريتاني ومحمد أمين الهرري، ولصالح الفلاني
ومحمد بن حافظ العلوي وأحمد بن دهاق العلوي تعليقات عليها.
فيظهر لي والله أعلم أن ألفية العراقي أولى بالحفظ والاعتناء، ولكن من عرج على ألفية السيوطي فقد حقق القصد والمرام، وليس عليه ملام.
وكتب مقرظا على جوابه أخي الشيخ الأديب الألمعي، عبدالرحمن الشنقيطي، قائلا:
لقد أفاد الفاضل الشُّعيبي ** فيما أتاه لا رمي بالعيب
حرَّر في جوابه تحريرا ** أبان أنّ ذلك النحريرا
ممكَّنٌ في فنه مقدّمُ ** وكمْ له من سلف تقدموا
حياكَ موﻻك الكريمُ العادل ** ودمت في ثوب العوافي رافلُ
كلاهما قد حققا المقاما ** وبلغا الذروة والتماما
وفصَّلا وحرَّرا الأحكاما ** وأبدعا نسجا لها نظاما
ومن حوى إحداهما تسامى ** وحقق المقصود والمراما
واستوعب الفن بها تماما ** وربما كان بها إماما
والشيخ باذيب الحبيب العلم ** دوما يجود بالعلا ويُكرم
عمدة أهل العلم والتسديد ** لاسيما في اليمن السعيد



الاثنين، 2 مايو 2016

فائدة عزيزة: عن موقف الشيخ الرملي الصغير (ت 1004هـ) من كتاب «تحفة المحتاج» لابن حجر الهيتمي المكي (ت 974هـ)

فائدة عزيزة: عن موقف الشيخ الرملي الصغير (ت 1004هـ) من كتاب «تحفة المحتاج» لابن حجر الهيتمي المكي (ت 974هـ)

وقفت على مصورة نسخة مغربية قيمة من كتاب (تهنئة أهل الإسلام ببناء بيت الله الحرام)، للعلامة الشيخ البرهان إبراهيم الميموني المصري. المتوفى سنة 1079. كتبت بخط مشرقي. محفوظة في الخزانة الحمزاوية برقم 106.. وعليها خطه. وإجازةٌ منه لمالكها المغربي. وهو الشيخ العلامة أبوسالم العياشي، الذي ذكر شيخه الميموني ولقاءه به في رحلته الشهيرة «ماء الموائد».
كتب العياشي بخطه مانصه: (سمعت خطبة هذا التاليف المبارك على مؤلفه. فسح الله في مدته. وعمنا ببركته. وأجاز لي سائره. وسائر مروياته. عشية يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ربيع النبوي. عام خمس وستين وألف. .... بالقاهرة المعزية).



وكتب الشيخ الميموني تحت النص السابق قوله: (قد تشرفت بمذاكرة صاحب هذا الخط. وأرجو من كرم الله تعالى أن يلحظني وذريتي ببركته. وقد أجزته بجميع هذا الكتاب، وجميع ما يجوز لي روايته. سائلاً منه أن ﻻ ينساني ووالدي وذريتي من دعائه الصالح في كل وقت فالح.
كتبه /  الفقير إبراهيم الميموني. مؤلفه).



محل الشاهد:
فوق العبارة السابقة، كتب مالك الكتاب بخطه المغربي هذه الفائدة العزيزة، وهي نقل تاريخي نفيس، يستفاد منه فوائد متعددة:
(حدثني شيخُنا الشيخ إبراهيم الميموني. قال:
سمعتً من شيخنا الشنواني. قال:
كنتُ جالساً مع ابن حجر الهيتمي تجاه الكعبة. فجاء إنسانٌ. فقال: إن الشيخ محمدَ الرمليَّ انتحل «شرْحَك» على «المنهاج»، ونسبه لنفسه.
قال: فسجد الشيخُ ابن حجر شكرا لله.
فقال: والله لقد كنتُ أرغب أﻻ ينسب لي من هذا العلم شيئ. فإن مرادي [كلمة غير واضحة] من عندي. وماحصلته من هذه العلوم للناس لينتفعوا بها. وإذا حصل ذلك ما أبالي بمن انتحله). انتهى

نقل ذلك وحرره / محمد باذيب
بتاريخ الخميس 7 شوال 1436