الجمعة، 9 مايو 2014

اﻷرجُوزَةُ الغَضبيةُ .. وجوابها: مساجلة بين الجفري وباذيب



هذه أبياتٌ من بَحر الرَّجَز، نظمَها أخي العزيز، الفقيه الأديب، السيد محمد بن علي بن محمد الجفري، وفقه الله ورعاه. نظمها، كما أخبرني، في مشْوارٍ طويل في زحمة جدة، واتفق أنه تذكر موقفاً جرى له مع بعضهم، فاجتمع ذكرى غَضْبةٍ إلى سخطٍ!



فقال لا فظ فوه:

واقعةٌ أعدّها مصيبةْ ** من مجرياتِ عصرنا الكئيبةْ

يجيئني يطلبُ مني العذْرا ** في غِيبةٍ والقولِ عني هُجْرا

ثم تراهُ جائياً ويبتسمْ ** ويرسلُ الحديثَ عفواً والكلمْ

ومَا رعى في رفقةٍ من حرْمةْ ** وﻻ يبالي أن يذيعَ جُرْمَه

وما درَى أن اللسانَ نصْفُ ** والقلبَ نصْفٌ ويحه لو يصْفو

ويلَ اُمّها من كذبةٍ وسُوءِ ** نقلٍ وأخلاقٍ أولي القُروءِ

لو أنها ذاتُ السِّوار لطَمتْ ** لو حُجّةٌ بين يديه نفعَتْ

فلا ينمُّ ذو التقى والخشيةْ ** وﻻ يبدلْ رِشْدةً بغيّـةْ

فكيفَ بالكِذْب الصريحِ الأصْلعِ ** والبُهْتُ ﻻ يسيغُه الا الدّعي!

والحرُّ يحمي عرْضَه أن يثلَما ** تحمى أنوفُ الصِّيدِ إن نيلَ الحمى

ﻻتعجبوا إن  غضِبَ الحليمُ ** ذا يقتضيه طبعه السليمُ

لكن إلى الله تعالى آوي ** يسترني ويصلح المساوي

يا ربّ عَوذاً أن أنالَ جهلا ** أو أن أزلَّ ربِّ أو أزَﻻَّ

وحليةُ الختام بالختام ** للمرسلين سيد الأنام

صلى عليه ربنا وسلّما ** وآله وصحبه والعلما

فكان جوابي له قولي:

حياهُم الله أهيلَ الشَّممِ ** يقابلون الضَّيم بالأنفِ الحمِي

ومنهمُ حبيبُنا الشهْمُ الغيورْ ** محمدُ الجفريُّ دمّه يفورْ

تعجِبُني صفاتُه اﻷبيةْ ** وما يُرَى فيه من الحميةْ

وهو لَعمْر الله خيرُ الرفَقاء ** وخيرةُ الصحْبِ الهداةِ الأصدقاءْ

خبرتُه وجدتُه ذكيَّا ** عجَمْته وجدته عَصيَّا

إلى التأني والهدوء أقرَبُ ** لكن إن استغضَبْته سيغضبُ

وليسَ في هذا عليه باسُ ** فبعضُهم ما عندَه إحساسُ

والسيدُ الجفريُّ أهلُ علْمِ ** ﻻ يرتَضي بجهْلِ كُلِّ فدْمِ

وكم لدَينا من كباشٍ ثائرَةْ ** مناطحاتٍ كلَّ من في الدائرةْ

ﻻ تعرِفُ العقْلَ وﻻ شامَتْهُ ** والعلمُ ﻻ يهمّها .. عافتْـهُ!!

فمثلُهمْ ﻻ ضير من عتَابهِ ** فحقدُه قد بان من أنيابهِ

يجدرُ فيمن مثلُه شدُّ الوثَاقْ ** والضرْبُ حتى تبلُغَ الروحُ التراقْ




فدونكَ الكبْشَ السمينَ الثَّائرا ** أوثِقْه ثم اسْدَحْه جنباً آخَرا

والشَّفرةَ اللمِّيعةَ المجنونةْ **  فحُدّها واشدَخْ بها وتينَهْ

وبسملنَّ واذبحِ الكِباشَا ** وادعُ إلى الوليمَة العطاشى

ودمتمُ يا أيها الفرْدُ العليمْ ** في خير حالٍ ﻻ ينالُكَ اللئيمْ

جرت المساجلة ضحى الاثنين 7 رجب 1435
الموافق 5 مايو 2014م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق