الثلاثاء، 29 أبريل 2014

أهيب صورة رأيتها على الإطلاق .. صورة ابن السنوسي الكبير







صورة الإمام المجدد، محيي الدين، وناشر سنة سيد المرسلين، السيد الإمام، محمد بن علي السنوسي الكبير، دفين الجغبوب، بواحات الصحراء الكبرى، سنة 1275هـ، رحمه الله، وأكرم نزله. وقد نظمت فيه أبياتاً من قبل، وهذه أخرى، تثنيها، مبعثها لواعج وأشجان، عند انبعاث العزم على زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وافتقادي وجود شيخنا السيد مالك بن العربي السنوسي، الذي كنا ننيخ الركاب ببابه في زياراتنا، ونتفقده ويتفقدنا، وقد واراه الثرى، وما عدنا نراه إلا أثراً، رحمه الله وأكرم نزله.  

له هيبةٌ شقّتْ مرارةَ أكبُدٍ ** ونورٌ تكادُ العينُ من ذا السنا تعْمَى

يُرَى مَلَكاً من شاهق الجوِّ هابطاً ** كمثْلِ رجال الغَيب تبصرْهُ لا وَهْما

إمامٌ جليلٌ شرّفَ الله قدره ** وقارٌ وسمتٌ إن وصفت وإن .. مهْمَا

هو ابنُ السنوسيِّ الذي عزَّ مثلُه ** وريثٌ همامٌ عارفٌ طاولَ النجْمَا

له دوحة في ليبيا طالت السما ** فخاراً ومجداً لم تزغْ طرفاً يومَا

فعنه تلقاها محمدٌ ابنه ** شريفهم(1) من ألبس الهمم القوْما

فمهديهم(2) قد قام بالأمر بعده ** فوطدها ركناً أشاع بها السِّلمَا

فأحمدُ(3) ذو القدر الذي شاع في الورى ** شجاعٌ همامٌ جاهدَ الكفر والظلمَا




وعنه تلقى شيخنا أحمد(4) الذي ** له في العلا والفضل منزلة عظمَى




ومالك(5) لا ننساه شيخٌ مبجّلٌ ** أفادَ وأسدَى كم كريمٍ له أمَّا




فجالستُه دهراً تلوتُ (موطّأ) ** فقدناه بدراً كان في الليلة الظلماءْ

أولئك فخر الآل آل محمد ** لهم وسط قلبي في الحشا منزل أسمى

ثووا في بقيع النور في طيبة الندى ** جوارَ رسُولِ الله أنعم بها نُعْمَى

أولئك وراثُ النبيِّ ورهطُه ** فأكرم به بدءاً وأكرِمْ به ختمَا

عليهِ من المولى صلاةٌ تعمه ** وتشمل أحفاداً كراماً مضوا قدْما

محمد أبوبكر باذيب
نظماً في يوم الثلاثاء 29 جمادى الآخرة 1435هـ

الهوامش:
(1) السيد محمد الشريف بن الإمام السنوسي، توفي سنة 1313هـ.
(2) السيد محمد المهدي بن الإمام السنوسي، توفي سنة 1319هـ.
(3) السيد أحمد الشريف بن محمد الشريف، توفي بالمدينة سنة 1351هـ، ودفن بالبقيع.
(4) هو الحبيب أحمد مشهور الحداد باعلوي، توفي بجدة سنة 1416هـ، ودفن بمكة، بمقبرة المعلاة.
(5) السيد مالك بن العربي بن أحمد الشريف، توفي العام الماضي، 1434هـ، بالمدينة، ودفن بالبقيع.

رحمهم الله أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق