وجوهٌ ملؤها نورُ العبادَةْ
شعر / محمد باذيب
عليكره، الهند
أما أنا فلا يحلو لي المديح، إلا في الرجال الصناديد المراجيح .. ولا يطيب لي قول ولا أدب، إلا في مدح الأطايب بني السيد الأطيب. ولا يهتز لي شعور، إلا إذا شاهدت محيا السادة البدور .. ففيهم يحلو القول، وفيهم يجمل الشعر والأدب ..
وقديماً أنشد الشاعر اليمني الفحل، الحسن بن علي بن جابر الهبل الخولاني (ت 1079 هـ/ 1668م)، رحمه الله، قوله:
لكُم آلَ الرسُولِ جعلتُ ودِّي ** وذاكَ أجلُّ أسبابِ السعادَهْ
ولو أني استطَعتُ لزدْتُ حبًّا ** ولكِنْ لا سبيلَ إلى الزيادَةْ
أعيشُ وحبكمْ فرْضي ونفْلي ** وأحشَرُ وهو في عنُقي قلادَهْ
أناضِلُ عن مكارمِكمْ لأني ** كريمُ الأصْلِ ميمونُ الولادَةْ
أظلّ مجاهداً لحليفِ نصْبٍ ** أضَلَّ ببغضِكْم أبداً رشادَهْ
فإن أسْلَمْ فأجرٌ لم يفُتْني ** وإن أقتَلْْ فتهنيني الشّهادَهْ
وكل أبياتها مطربة معجبة، وقد آنقني جدا قوله:
أعيشُ وحبكم فرْضي ونفْلي ** وأحشَرُ وهو في عنُقِي قلادَهْ
وكان أحد الفضلاء استشهد بذلك البيت، على صورة أوردها لمشايخنا السادة العلماء الفحول، السيد المنصور، والسيد المؤيد، حرسهما الله ورعاهما بعين عنايته، فهيج الأشواق، واستدر الآماق، فقلت:
وجوهٌ ملؤُها نورُ العبادَةْ ** منيراتٌ تمثّلُ خير سَادَةْ
فذا المنصورُ بحر ذو رسُوخٍ ** وسيدُنا المؤيد ذو زَهَادةْ
هما بدرانِ في صنعا استدارَا ** لهم نفعُ الأنامِ أجلُّ عادَةْ
منى رُوحِي وآمالي لديهمْ ** وأشْواقي تنيفُ على الإعادَةْ
إذا ذكِرُوا لديَّ أهيمُ فيهِمْ ** وتغمُرني مشاعِرُ مستعَادةْ
سلالةُ خير من ركِبَ المطايَا ** وأكرَمِهم وأعظمِهم رِفَادةْ
الى السبطينِ نسبتُهم تعالَتْ ** وبالزهراءِ واسطَةِ القلادَةْ
وحيدرةُ الهزبْرُ لهمْ عمادٌ ** فيا فَخْر الذي أضْحَى عمادَهْ
لهم في المجْدِ أعراقٌ تناهَتْ ** الى أصلِ الكرامة والسيادَةْ
هنيئاً يا بني الزهراءِ أنتُمْ ** سفينٌ للنجاة لمن أرادَهْ
فحبكمُ لنا حصنٌ حصينٌ ** من الآفاتِ في زمَنِ البلادَةْ
بكم تنْجابُ أدواء البرايَا ** وتأتيهِمْ من المولى السّعادَةْ
سألتُ الله يبقيكم ملاذاً ** فخيرُ الناسِ من نفعوا عبادَهْ