من أخلاق شيخنا الإمام الكبير الشيخ عبدالفتاح أبوغدة، رحمه الله وقدس روحه في الجنان
في مجلسي الليلة مع أستاذي الشيخ مجد
مكي .. ذكرنا سيدنا وشيخنا الإمام أبوغدة رحمه الله
تعالى، وكل مجالس أستاذنا المجد الحلبي لا تحلو ولا تكتمل إلا بذكر الشيوخ أهل العلم
والرسوخ، وسيدنا الشيخ عبدالفتاح قمر في دارته، ما عرفت أستاذي المجد الحلبي إلا ولسانه
مترطب بذكر شيخه الإمام ..
وجرى ذكر المرحوم الشيخ مجاهد شعبان
الحلبي، المتوفى سنة 1421، في حادث سير، وكان من أحب تلاميذ الشيخ الإمام إليه، ومن
أصدقاء أستاذنا المجد ..
فتذكرت يوم وصل تقريظ الشيخ مجاهد
الى يد أستاذن االمجد الحلبي، على كتاب شيخنا وحبيبنا الأستاذ محمد آل رشيد
.. وهو ثبت سيدنا الشيخ الإمام (إمداد الفتاح) .. وكنت عند أستاذي المجد عشية ذلك اليوم
.. أواخر سنة 1415هـ. فيما أذكر.
وكنت أتحرق شوقا الى سماع صوت سيدنا
الشيخ الإمام، وكانت ظروف الدراسة تحول بيني وبين سفري الى الرياض لرؤيته والتملي بطلعته،
والجثي بين يديه ..
وبلغ من شوقي وحرقتي أني كنت أبعث
الى سيدنا الشيخ الإمام بعض الرسائل المملوءة شوقا وحبا الى لقائه .. ومن جملتها رسالة
جمعت فيها ما وقفت عليه من ثناء الشيوخ المعاصرين عليه .. من شعر ونثر، وأسميت تلك
الوريقات:
(الفوائد المستجدة من ثناء العلماء
على الشيخ أبي غدة)
فحانت فرصة وسنحت لي أن أتحدث الى
سيدنا الشيخ الإمام .. واتصل الأستاذ المجد بشيخه وشيخ الكل .. وأخبره بوصول تقريظ
الشيخ مجاهد وأنه يبلغه السلام .. ثم أخبره برغبتي في محادثته .. وأني صاحب الرسالة
(المستجدة) .. !! ثم ناولني سماعة الهاتف، وأخذتها وقلبي ينبض، ويدي ترتجف .. سوف أتحدث
مع الشيخ الإمام عبدالفتاح أبوغدة!!
الله .. مشاعر لا توصف .. لقد كان
الشيخ ولا يزال جليلا في القلوب، محبوباً .. وكان لا يذكر عند شيخنا الناخبي إلا ويعروه
ويعرو الحاضرين شعور عجيب من الطمأنينة والروحنة .. سبحان من ألف بين قلوب عباده الصالحين!
تحدثت مع الشيخ الإمام .. وسلمت عليه،
وأنا لا أكاد أصدق نفسي. وأخبرني بوصول الرسالة، وأنه فرح بها، وشكرني عليها .. ثم
أسمعني مسلسل الأولية، واكتفى به .. ورجا أن نلتقي في وقت لاحق.
ثم حقق الله الرجاء .. فلقيته وصحبته
ورافقته في البلد الحرام، وفي جدة .. والحمدلله رب العالمين ..
محمد باذيب، جدة في 29 ربيع الأول 1435هـ