الأحد، 22 سبتمبر 2013

كلمة في تأبين شيخنا المسند العالم الفاضل علي أحمد السنديلوي رحمه الله



بسم الله الرحمن الرحيم





الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام والسلام على سيدنا وشفيعنا وقرة أعيننا رسول الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد؛ فقد جاءني نبأ وفاة شيخنا الفاضل، ومجيزنا الحلاحل، جامع الفواض والفضائل، الشيخ العلامة المسند الصوفي علي أحمد السنديلوي، في مدينة لاهور من أرض البنجاب، رحمه الله رحمة الأبرار، وأحله دار القرار. وإن هذه السنة السنة قد توفي فيها من علماء الأمة وصالحيها وأعيانها عدد غير قليل، وفي مثلها يقال:
فيا سنةً مرت بأعواد نعشهم  ** لأنتِ علينا أشأمُ السنواتِ
أما شيخنا الجليل، رحمه الله، فإني كنت اتلقيت به في البلد الحرام، قبل عدة سنوات، وكان يصحبه شيخنا العلامة المحقق الشيخ عبدالحكيم شرف القادري، وكانا كفرسي رهان، يتصاحبان في كل مكان، ويحجان معاً ويعتمران. وتسنى لي الأخذ عنهما معاً، وكان ذلك فضل من الله ومنّ، والحمدلله على مزيد فضله.
والمرجو من كافة أحباب الشيخ، وتلاميذه، وعارفي فضله، أن يجمعوا مؤلفاته، وما قام بنشره من علم نافع، فيجمعوه في كتاب واحد، لتعم الفائدة، ويبقى للشيخ ذكره، فهو من الصدقة الجارية. 



ويضمنوا ذلك ترجمة وافية عن حياته، وترجمة أشياخه، وغير ذلك مما يعرفه أهل الاختصاص، وبهذا نقوم بحفظ حقوق الأشياخ، ونبقي ذكرهم في الأجيال، ويكون لعلمهم حضور في محافل العلماء، وعند الباحثين في المكتبات الإسلامية، والتراث الإسلامي الزاخر. فأوصي نفسي وإخواني بهذا، والله الموفق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أخلف الله علينا أهل العلم والصلاح، ولا حرمنا من بركات محبتهم واتباعهم والحضور في مجالسهم، فهم القوم الذين لا يشقى بهم الجليس.
اللهم أجرنا في مصيبة فقد العلماء والصالحين، واخلفهم فينا وفي أهلهم في الغابرين، والحمدلله على كل حال، ونعوذ به من أحوال أهل الضلال، وصلى الله وسلم على سيدنا وأسعدنا وأشرفنا، رسول الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين.

كتب ذلك محبه الأسيف
د. محمد أبوبكر باذيب
من أرض الحرمين في 17 ذي القعدة 1434هـ
موافق 22 سبتمبر 2013م




هناك تعليقان (2):

  1. أسنتم يا شيخ باذيب وأديتم الحقوق نحو هذا الشيخ الفضيل ما استطعتم

    ردحذف