الأحد، 20 أكتوبر 2013

يا تجارنا الحضارمة .. تراثنا وتراثكم .. سنحميه بأيدينا .. التراث يبقى، والملايين تفنى !!





سبق أن نشرتُ على صفحتي في (الفيس بوك) مقالة سابقة بعنوان (مآسي تراث حضرموت)، كتب أحد الغيورين [يكتب تحت اسم مستعار: تاج العرب] قائلاً:
(فليسمح لي أهل حضرموت:
هذا الجزء المنير في الجزيرة العربية كلها لا اليمن وحده .. أن أعتب قليلاً .. فأقول:
إن السادة الأشراف آل باعلوي وتلامذتهم ومريديهم، عرباً وغير عربٍ، لم يقصروا يوما في بذل العلم والجاه، ورفْعِ شأن حضرموت واليمن عموماً ..
* حتى علا وجاوز الأفلاكا .. *
لكن .. التجارة وجمع المال لم تكن يوما لهم غاية ولا هدفا، بل العلم ثم العلم ثم العلم.
والعتب موصول بالعجب .. أيها الإخوة ..
إن أغلب تجار السعودية، في جدة، والعالم العربي، والأكثر تميزاً وشطارةً وجدارةً، وكثرةَ مالٍ .. هم من الحضارم، ما شاء الله عليهم، وبارك لهم فيما أعطاهم، لكنهم قد أضربوا صفحاً عن حضرموت، بلدهم، منطلقهم، ومنطلق أجدادهم المبارك إلى أنحاء العالم، بل واليمن عموماً.
ولا عذر لهم؛ بعد أن ذهبت الشيوعية الملحدة وولَّتْ من عقودٍ، ولم يكن لعلي صالح مانعٌ أن يجعلوا حضرموت أيقونةً زاهيةً، شريطة أن يمِدّوه بالمال، ويجعلوا اسمه كرئيس عالياً .. فما بالهم عمروا الدنيا وبيتُهم [حضرموت] :
** أخنى عليه الذي أخنى على لبد **
أيها الإخوة:
إن حال كثير من علماء السادة الأشراف آل باعلوي اليوم وعلماء حضرموت في اليمن وخارجها يحزن ويتعب النفس. وكذلك حال مكتبات حضرموت ودور العلم فيها ومساجدها فأين أثرياء حضرموت!؟؟ ولو شئت لعددتُ لكم المئات منهم هاهنا، أموالهم تغطي الجزيرة العربية كلَّها !!

فما هذا العقوق لحضرموت العلم، والإنسان، والمكان، والتاريخ؟! أهي السياسة؟؟ أم الخذْلان؟؟ أم عدم البركة؟! أم الترف الذي يفسد الأجيال؟!! أم كل ذلك ؟
لست أدري!!!!!!!
فحرامٌ وإنْ قَدُم العهد ** هوان الآباء والأجداد!)

فأجبته:
أيها التاج .. لقد أسمعتَ لو .. ولكن لا حياةَ .. !!
تكلمنا جهراً وخفاءً .. فلا من مجيبٍ، ولا من مستمع.
حاولنا التحدث مع أهل المال الحضارمة،  .. لكي يقوموا وينقذوا المخطوطات من النهب، وبالأخصّ تجَّار دَوعن .. البيوت في دوعن تسقط من الأمطار وعوادي الزمن، ولخلوها من السكان ,, وهي حُبلى بالكتب والضنائن .. فتسرق في رابعة النهار .. بينما هم يتجوَّلون في الودْيان يلتقطون الصور التذكارية!.

وأذيل على بيت المعري:
فقبيحٌ بنا وإن قَدُمَ العَهْدُ ** هوانُ الآباءِ والأجدادِ

فأقول:

بُحَّ صَوتي وصوتُ كلِّ مُنادِي ** أنقِذُوا حضْرَموتَ قبل التمادي

أنقِذُوا منْ تُراثها ما نراهُ ** سَارحاً في مخازن الأوغادِ

يلتقِطْه السّرَّاقُ من كل فجٍّ ** ويطُوفون في طِلابه كلَّ وادي

يمتَطُون البيوتَ مغرِبَ شمسٍ ** ينهبُونَ التراثَ نهْبَ الأعادي

يبذُلون الدُّولار غَضاً طرياً ** وبِه يفتَحُون غَلْقَ الأيادي

كمْ رأينا وكمْ صرَخْنا ولكن ** كان نفْخاً في مجْمَرٍ للرَّمادِ

لا عزاءً .. تجارَنا  !! لا عزاءً ** سوف تبكُونَ بعد هذي العوادي

فاكنزوا أموالكم فليس حراماً  ** ما جمعتُمْ يصير رهْنَ النفادِ

شادَ من قبلَنا الديارَ وولَّوا ** هل رأيتُمْ مخلَّداً في البلادِ؟!

يخلُدُ الفضْلُ والعلُومُ وتَبقى ** أبدَ الدهرِ نَافعاتِ التِّلادِ

خلَّد الذكْرُ بعْضَ قومٍ كرامٍ ** خدَموا العلْمَ أخلصُوا للمرادِ

فازَ أسلافُنا ونحْنُ عجَزْنا ** عن سباقٍ وعن هدًى وازديادِ

هل تُرانا نرُدُّ بعضَ وفاءٍ ** لتراثِ الآباء والأجدادِ ؟؟!!

أملٌ لا يزال يحدُو فهَلَّا ** قامَ ندْبٌ وقال: عزِّي بِلادي !!

سوفَ نحْمي تراثَنا باقتدارٍ ** لا نُبالي .. فالمالُ بعْضُ الزادِ !

إنّه العزْمُ قائدٌ للمَعالي ** ليس للعزْمِ بائعٌ في المزادِ

نفْسُ حرٍّ تصَارعُ الصَّعْبَ حتى ** تصْرعُ الصَّعْبَ لا تني للرقادِ

شمَّروا للعُلا هناكَ شبابٌ ** وبعَزمِ الشبابُ مجدُ البِلادِ


محمد أبوبكر باذيب. عليكره، الهند.
فجر الاثنين 6 جمادى الأولى 1434