الأحد، 23 فبراير 2014

من علامات الساعة علو البنيان على جبال مكة

من علامات الساعة
علو البنيان على جبال مكة




قال ابن أبي شيبة في «مصنفه»: حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، قال: كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو، فقال: كيف أنتم إذا هدمتم هذا البيت، فلم تدعوا حجرا على حجر؟ قالوا: ونحن على الإسلام؟ قال: ونحن على الإسلام. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يبنى أحسن ما كان، فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم، ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال، فاعلم أن الأمر قد أظلك(1).
ومعنى قوله: «بعجت كظائم»؛ أي: حفرت قنوات. ذكره ابن الأثير وابن منظور وغيرهما من أهل اللغة.
وأخرج نعيم بن حماد في «الفتن»: حدثنا جرير بن عبدالحميد عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمر، رضى الله عنهما: أنه رأى بنياناًَ على أبى قبيس، فقال: يا مجاهد، إذا رأيت بيوت مكة قد ظهرت على أخاشبها، وجرى الماء فى طرقها، فخذ حذرك(2).



وقال الأزرقي في «أخبار مكة»: حدثني جدي, عن مسلم بن خالد, عن ابن خيثم, عن يوسف بن ماهك، قال: كنت جالسًا مع عبدالله بن عمرو بن العاص في ناحية المسجد الحرام, إذ نظر إلى بيت مشرفٍ على أبي قبيس، فقال: أبيتٌ ذلك؟ فقلت: نعم. فقال: إذا رأيت بيوتها، يعني بذلك مكة، قد علت أخشبيها، وفجّرت بطونها أنهارًا، فقد أزفَ الأمر(3).
قال أبو الوليد الأزرقي: "قال جدي: لما بنى العباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، داره التي بمكة، على الصيارفة، حيال المسجد الحرام, أمر قوَّامه أن لا يرفعوها فيشرفوا بها على الكعبة، وأن يجعلوا أعلاها دون الكعبة، فتكون دونها؛ إعظامًا للكعبة أن تشرف عليها».
قال جدي: فلم تبق بمكة دارٌ لسلطان ولا غيره، حول المسجد الحرام، تشرف على الكعبة، إلا هدمَت، أو خربت، إلا هذه الدار, فإنها على حالها إلى اليوم"(4).



وجاء في كتاب « إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة»، تأليف حمود التويجري، بعد أن أورد الأحاديث المتقدمة، قوله: «وقد ظهر مصداق هذا الأثر والحديث قبله في زماننا، فعمرت مكة، وبنيت، واتسعت اتساعًا عظيمًا، وامتلأت بالسكان، وعلت بيوتها على أخشبيها، وأجريت مياه العيون في جميع نواحيها؛ فعلم من هذا أن الأمر قد أزف؛ أي: دنا قيام الساعة وقرب»(5).
اللهم اغفر لنا وللمسلمين.

الهوامش:
1-   ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تحقيق محمد عوامة، جـ3 (جدة: دار القبلة للثقافة الإسلامية، 1426هـ/ 2006م)، 698.
2-          المروزي، نعيم بن حماد، الفتن، تحقيق: سمير الزهيري (القاهرة: مكتبة التوحيد، 1412هـ)، 43.
3-   الأزرقي، محمد بن عبد الله, تاريخ مكة, تحقيق: رشدي الصالح ملحس, ط8, جـ1 (مكة المكرمة: مكتبة الثقافة, 1416هـ/1996م), 223.
4-           الأزرقي، جـ1، 223؛ ابن فهد، حسن القرى، 9.
5-   التويجري، حمود بن عبدالله، إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، (الرياض: د.ن، د.ت)، جـ2، 172.



محمد باذيب