السبت، 1 مارس 2014

من الملاحظات على تاريخ الدهلوي (فيض الملك المتعالي) .. مقال نقدي


من الملاحظات على تاريخ الدهلوي
(فيض الملك المتعالي)




مما لاحظته على صنيع شيخ شيوخنا العلامة عبدالستار الدهلوي (ت 1355هـ/ 1936م) رحمه الله، في تاريخه الكبير المسمى (فيض الملك المتعالي): أنه ينقل عن تاريخ مرداد (نشر النور والزهر) الكلام بنصه دون عزو، حتى لو كان النص متضمنا قولاً لمرداد، كرأيتُ، وسمعتُ.
مثاله: في ترجمة الشيخ علي الجبرتي نزيل مكة، قال مرداد: "وكنت أراهُ يحضر درس الشيخ محمد سعيد بابصيل في المسجد الحرام في (صحيح البخاري)، وفي (النسائي)". فنقله الدهلوي بنصه، ولم يعزه إلى مرداد، مع أن الدهلوي ليس هو الرائي، بحكم تيقّني أن الشيخ مرداد أقدم تأليفاً، وأسبق وضعاً لتراجم المكيين بين أقرانه وأهل عصره.
وردًّا على اعتراضٍ قد يورَدُ عليّ، باحتمال كون الدهلوي ممن اجتمع بالمترجَم، فإن مما يقوّي عندي بُعْدَ ذلك، وعدم رؤيته إياه واجتماعه به: حذفه عبارةً من كلام مرداد، فيها دليل على أن الكلام ليس إلا كلام مرداد، وهي قوله: "وكنتُ كثيراً أجتمع به في خلوته برباط الميمن بزقاق جبل أبي قبيس، واستفدت منه، وكان صاحب خمول، قليل الكلام، متواضعاً جداً، لين الجانب". فقد حذفها الشيخ الدهلوي من الترجمة، واكتفى بالنص الأول. ولم يترجم الدهلوي للشيخ بابصيل في تاريخه، وهو على شرطه، ومن الغريب أن لا يترجم له.

المصادر:
1- أبوالخير مرداد، عبد الله محمد، المختصر من كتاب نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر، تحقيق: محمد سعيد العامودي، وأحمد علي، ط2 (جدة: عالم المعرفة، 1406هـ/1986م)، 352.


2- الدهلوي، عبد الستار بن عبد الوهاب، فيض الملك الوهاب المتعالي بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي، تحقيق: عبد الملك بن دهيش،  جـ1(مكة المكرمة: عبدالملك بن دهيش، 1429هـ/2008م)، 1133.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق