الاثنين، 2 سبتمبر 2013

رثاء أخينا الشيخ محمد أكرم عقيل مظهر

رثاء أخينا الشيخ محمد أكرم عقيل مظهر

لله ما أخذ وله ما أعطى .. إنا لله وإنا إليه راجعون.




منذ أن علمت ظهر اليوم بوفاة أخي في الله، الشيخ الصادق الصدوق، والشهم الأريحي الفاضل الخلوق .. محمد أكرم بن الشيخ عقيل مظهر .. وأنا في حال بين المصدق والمكذب .
وإلى هذه الساعة .. تعروني الدهشة والذهول.

يا من كل يوم هو في شأن .. تقدست أسماؤك وصفاتك .. سبحانك يا خالق الكون، ومدبر شئونه .. لك الحمد على كل حال، ونعوذ بك اللهم من أحوال أهل الضلال.

تمتد صلتي بهذا الشيخ الكريم منذ نحو سنة، ولم يقدر المولى لقاءه، ولكني كنت على صلة به عبر المراسلة، وأشهد الله أنه كان معظما في قلبي، مبجلا، مكرماً .. وما رأيت منه إلا الشهامة والنجدة وصفاء الطوية.

في نوفبر 2012 الماضي، قدم أخ كريم وافد على الأزهر، وكان في حاجة للمساعدة والاحتواء، وكنت أنا الذي رغبته في القدوم على الأزهر، وقدر الله أنه وصل الى مصر أثناء غيابي وسفري .. وشعرت بالتقصير في حقه، فتواصلت مع الكثيرين .. وكان الشيخ أكرم هو أسرعهم الى تلبية النداء .. فتواصل مع أخينا الوافد، وقام له بما هو فوق الواجب .. فلله دره.

بعدها بمدة وجيزة ..
رأيت أخانا الشيخ أكرم في رؤيا مفرحة سارة، رأيتها فجر أحد الأيام وأنا في غربتي، وكانت مسلية لي في وحدتي .. فرأيت كأني دلفت الى إحدى غرف الجامع الأزهر، فوجدت سيدي وشيخي الولي الصالح الشيخ محمد سعد بدران الدمياطي، شيخ الطريقة الشاذلية القاوقجية (وكان كفيفاً)، وإلى جانبه أخينا الشيخ أكرم عقيل .. يؤانسه ويحادثه .. وفي منتصف تلك الغرفة كان يوجد حوض ماء كأنه مصنوع من رخام فاخر، في غاية الفخار والجمال والأبهة، وكأنه مملوء من زمزم .. وكنت عطشانا، فقام أخونا أكرم بضيافتي وسقاني حتى رويت .. ثم جلست للسلام على شيخنا والتعرف على أخينا أكرم .. ثم قمت وكلي فرح وسرور وارتواء ..
فأخبرته .. فسر بالرؤيا، وتداولنا تفسيرها ..
ثم إنه لشدة تواضعه ومحبته، استجاز من أخيه الصغير، ولما ألجأني ولم أجد بداً ومفراً .. شرطت عليه أن يجيزني .. وكان ذلك في تاريخ ليلة ١٢ جمادي الآخرة ١٤٣٤ هـ/ الموافق ٢٤ مارس ٢٠١٣ ميلادي.
ولم نزل على تواصل وتواص على الحق .. وتعاون ومحبة .. الى أن جاءنا نبأ انتقاله المفاجئ هذا اليوم .. فلا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم ارفع درجته لديك، وآنس وحشته، وتوله بما توليت به عبادك الصالحين.
رحمك الله أخي الشيخ محمد أكرم، رحمة واسعة، وألحقك بمن تحب، وجعلك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

إلى الجناتِ والشِّرْبِ المحضَّر ** إلى الجناتِ نجْلَ الشّيخ مظهَرْ

إلى الجناتِ يا رجلاً تسامَى ** وردد مخلصاً: الله أكبرْ

خلُصْتَ من الدنايا والرَّزايا ** وكنْتَ محبباً في كل محضَرْ

وكنْتَ مباركاً فينا ودُوداً ** وكنْتَ مواصلاً لأخيك الاَصْغَرْ

أيا نسْلَ الكرام ألا لقاءٌ ** يسلّيني فشوقي شوق مضْطَّرْ

ألا تدنُو وتؤنِسُني برؤيا ** فإنّ الحالَ والله مكدَّرْ

وقد وافاني نعيُكَ في ذُهولٍ ** وحتى الدمع من عيني تبخّرْ

ولستُ بشاعرٍ حتى أرثِّي ** ولستُ بناظمٍ فالخطْبُ أكبرْ

أخِي في الله كنْتَ ولا أزكّي ** ولكن حسْنُ ظني فيكَ أخبَرْ

فنَمْ في رَوضكَ المطلولِ نوراً ** جوار العارف القطبِ المنوَّر

هنيئاً بالجوار فأنْتَ منهم ** وهم عرَفُوا مقامك يا ابن مظهَرْ

وهمْ طلبوك للسّكْنَى لديهم ** فوجْهُكَ طاهرٌ والقلب أطهَرْ

محبكم الأسيف على الفراق/ محمد باذيب
جدة، مساء الاثنين 25 شوال 1434
موافق 2 سبتمبر 2013



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق