بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بيان للناس ..
لم
يزل البعض يثير قضية تحريف النصوص، وبترها، والتلاعب بالكتب التراثية، ولم
يكُنْ هذا الخلقُ، بحمدالله، يوماً من شِيَمي ولا من صفاتي أو أخْلاقي، بل
إني لم أزل أحرِصُ كلَّ الحرْصِ، وأحُثُّ كلَّ من عرفتُ من المحققين،
والمعتنين بكتب التراث، بضرورة الالتزام بالنصوص التراثية وعدم الحذف منها
أو العبث بها.
ولما
كان كتاب (إدام القوت) للعلامة عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف (ت 1375هـ)،
مما شرفت بالنظر فيه، والتعليق على المواضع التاريخية منه، ثم صدر عن (دار
المنهاج)، في طبعة وصفها الناشر بالمهذبة والمتممة، الخ، كما يرى مكتوباً
على غلاف طبعته، فنالني بعض الناس بألسنتهم، ورموني بما أنا منه بريء كل
البراءة، ونشرت قبل أكثر من سبع سنوات توضيحاً لحقيقة ما جرى .. ولكن الناس
من طبعها النسيان، والبعض لعله لم يطلع على ما كتبته في ذلك الوقت. وها
أنا أورد في هذه الصفحة وما يليها، نص الكلام الذي أوردته في كتابي (أضواء
على حركة نشر التراث الحضرمي في المهجر خلال ثلاثة قرون)، الذي أرجو أن لا
يطول أمدُ انتظَارِ القُرَّاءِ له، وأسألُ الله تعالى أن يعجل بنشره
وصدوره ..
وهذا الكلام الذي أنقله هنا، أوردته في كتابي المومى إليه، في الملاحق التي أضفتها له، تحت عنوان:
الاستدراك الثاني
حول طبعات كتاب «إدام القوت» للسقاف
وما اعتراها من حيفٍ وسقط وتهذيب لبعض نصوص الكتاب
سبق
التعريف بهذا الكتاب، وطبعته الصادرة عن دار المنهاج سنة 1425هـ/ 2005م،
وسبق القول بأن الناشر هذب الكتاب قبل طبعه، ووعدنا بتفصيل هذا الأمر في
هذا الملحق، نظراً لما يتطلبه هذا الموضوع من تفصيل. إن هذا الكتاب سبق أن
نشر قبل هذه الطبعة، ولم تخل نشرة منها من أمور وتصرفات من قبل ناشريه،
ولأن هناك من لا يعرف حقيقة ما جرى في جميع تلك النشرات، وأخذوا يرجمون
بالغيب، ويتكهنون بأمور ليس لها مبلغ من الصحة، فكان لابد من وضع حد لذلك،
بتوضيح ما يجب إيضاحه، إحقاقاً للحقيقة، ودفعاً للتوهمات. وبادئ ذي بدء
هناك أمور يجب تقريرها، ونقاط أولية يجب ذكرها ووضعها كقاعدة ننطلق منها في
حيثيات حديثنا. أهمها: معرفة النشرات الثلاث، وكون المؤلف أعاد صياغة
كتابه ونسخه أكثر من مرة، وفيما يلي التفصيل:
أولا؛ تفاصيل نشراته الثلاث:
1- نشرة حمد الجاسر في «مجلة العرب»؛ وهي
مجلة شهيرة، أسسها الجاسر في مدينة الرياض، واضطلعت بنشر ما يتعلق بتاريخ
وجغرافية الجزيرة العربية، وقد بلغ عدد الحلقات التي نشر فيها هذا الكتاب،
تسعاً وثلاثين حلقةً، صدرت أولاها في عدد رجب –
شعبان لعام 1412هـ/ 1992م، السنة السابعة والعشرين، الجزءان 11/12، (ص
44-54)، وصدرت الحلقة الأخيرة بتاريخ الجماديين 1419هـ/ 1998م، العددان
11/12، منَ السنة الثالثة والثلاثين، (ص 807-818)(1).
وقد وقع الشيخ الجاسِر في خطأ، إذ سمى الكتاب «حضرموت بلادها وسكانها»،
ظنا منه أن هذا الكتاب مختصر من «إدام القوت»، وذلك وهم منه، إذ الواقع أن
«إدام القوت» اختصره مؤلفه من أصل كبير سماه «بضائع التابوت»، وليس كما
توهم الجاسر، والأمر وإن كان البعض يراه يسيراً، إلا أنه لا بد من بيانه
وإيضاحه.
2- طبعة مكتبة الإرشاد بصنعاء؛
وتاريخ صدورها في سنة 1423هـ/ 2002م، بتحقيق إبراهيم أحمد المقحفي،
وعبدالرحمن حسن السقاف، في (616 صفحة)، منها 8 صفحات بأوله لمقدمة المحقق
في التعريف بالكتاب، فترجمة المؤلف، فقائمة بمصادره، وبآخرها 4 صفحات لفهرس
المحتويات.
3- طبعة مكتبة دار المنهاج بجدة؛ وهذه سبق ذكرها، والتعريف بها، وقد صدرت بعد طبعة مكتبة الإرشاد بثلاث سنوات.
(1) قمتُ
في عام 1415هـ/ 1995م، تحت توجيه شيخي العلامة الناخبي (ت 1428هـ/ 2008م)
رحمه الله، بتجميع وتصوير ما صدر إلىٰ ذلك التاريخ، وجعلته على صورة كتاب،
ووضعت له مقدمة، ولم أضع اسمي عليها، وانتشرت تلك النسخة المجمَّعة وطارت،
وصورها واقتناها عدد من الباحثينَ المهتمين بتاريخ حضرموت. فقد أشَار إليها
وزير التعليم العالي بالجمهورية اليمنية (حالياً) ورئيس جامعة عدن
(سابقاً)، الدكتور صالح علي عمر باصُرة في كتابه «دراسات في تاريخ حضرموت
الحديث والمعاصر»، الصّادر عام 1421هـ/ 2001م. جاء فيه (ص 19): «11-
السقاف، عبدالرحمن بن عبيدالله: إدام القوت أو معجم بلدان حضرموت، قام بنشره على حلقات في مجلة العرب السيد حمد الجاسر وطبع في كتاب. ب.ن، ب.ت(1)». كما أشار إليها عبدالله سعيد باحاج، في كتابه «حضرموت في المؤلفات العربية والأجنبية»
(ص 97، الهامش 138)، عازياً إلىٰ كتاب باصرة. وإنما لم أضع اسمي على تلك
النشرة التي جمعتها لحداثة سنِّي، وكنتُ حينها طالباً في الصف الثاني
الثانوي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق