عندما
أرادت دار المنهاج أن تطبع الكتاب، ورأت أن تخدم نصه، وتقدمه إلىٰ القراء،
طلبت مني النظر فيه ووضع ما يتيسر من التعليقات، فقمت بذلك، واستغرق العمل
مني أكثر من ثلاث سنوات، بين تحرير ومراجعة وتصحيح، وكان عملي على نص
(النسخة الأم)، ولم أطلع على النسخة الثانية إلا بعد أن أكملت عملي، ولما
أراد الناشر أن يمزج نص النسختين لم أوافقه على ذلك، ولم أعلق على أي زيادة
أضافها، فقد كان رأيي، بعد توفر نسخة أخرى من الكتاب، أن يحققَ الكتابُ من
جديد، فنبقي على نص (النسخة الأم)، وتورد الزيادات في الهوامش، أو توضع
بين أقواس معكوفة، كما هو متبع في نشر النصوص، حتى نسلم من قضية التلفيق
وخلط النصوص ببعضها البعض، ثم انصرفت لشأني، ولم أر الكتاب بعدها إلا
مطبوعاً، وقد كُتِب تحت اسمي، «عُنِي به تاريخياً محمد أبوبكر
عبدالله باذيب»، وهي عبارة صادقة توضح حقيقة عملي في الكتاب، وتخرِجُني من
عهدة القيام بتَحْقيقه، أو مُقَابلة نُسَخه. ووضعت عبارة تحت عنوان الكتاب
تقول: «طبعة محققة مهذبة متممة مفهرسة».
وجاء في (ص 28)، في قولهم تحتَ عنوان (وصف النسختين الخطيتين): «ثم تركَ [أي المؤلف] الكتاب، ومرَّ عليه زمنٌ، ليرجعَ المؤلفُ إلىٰ ما ألَّف ممحِّصاً مدقِّقاً، فزاد عليه الكثيرَ المستطاب، ونقَّص منه ما قد يُعَاب،
فخرَج الكتَابُ بهوامش مليئَةٍ بالحواشي والاستطرادات، ولاشكَّ أن هذه
النسْخةَ المزيدة أفضَلُ وأدق، إذ أنها صارَتْ نسخةً مسبوكةً سبكاً كاملاً
بالإضافات والإلحاقات». فقولهم «ونقّصَ منه ما قَد يُعَاب»، لا يصدقُ على
كلِّ الكتابِ، فلو كان السقاف أراد أن يحذف من كتابه «ما قد يعاب»، لوجدناه
يتصرف فيه بحذفه من جميع النسخ. بل الذي رأيناه هو العكس، فقد حذف الناشر
ما اتفقت جميع النسخ على إيراده، فهذا ليس من مراد المؤلف في شيء.
ما الذي حُذِفَ من طبعة دار المنهاج؟
بمقارنة
طبعة (الإرشاد) مع طبعة (المنهَاج)، يتبين لنَا وجودُ حذْفٍ في طبعة
(المنهاج) في مادة (سيون) في (ص 707)، وذلك النص المحذوف، موجود برمته في
(النسخة الأم) في (ص 163-165)، وفي طبعة الإرشاد في (ص 381-384)، كما أورده
كاملًا الناقد وضَّاح عبدالباري، في مقالاته المنشورة في «جريدة 14
أكتوبر» اليمنية، ثم في كتابه «رحلة في كتاب ومؤلف» (ص 72-82).
وفيما
يلي صورة لنصٍّ من مسودة (التصحيح التاسع) الذي استلمَه مني الناشر قبل أن
يضيف أو يحذف من الكتاب شيئاً، وهذا النص الوارد في هذه المسودة، متطابق
بالحرف الواحد مع النص الذي في (النسخة الأم)، كما سبق وأوضحت.
الصفحة الأخيرة من النص المحذوف وعليه تعليقاتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق