خواطر الإصلاح والتناصح (1)
مهازل باسم الدين والتصوف ..
آن لنا أن نقول كلمتنا ..
أيها الناس ..
إن العبرة في المتصدرين بأخذهم الحقيقي
عن الشيوخ، أما لو كان التصدر لكل من لبس عمامة، فأخدام السقاف أجدر من كثيرين .. يلبسون
عمائم، وأدركوا الكبار من السادة والمشايخ، وجالسوهم وسمعوا كلامهم ووعظهم.
بالله عليكم هل المجالسة تخول الشخص
ان يتصدر؟
ولو سئل كثير من الشبان المتصدرين
عن مقروءاتهم على الشيوخ لما أجابوا بأكثر من أنهم سمعوا فلانا يقرأ عليه أو حضروا
انشادا في حضرته ..
ويتصدر .. !!
وهو لا يحكم سوى هندسته الكهربائية،
أو محاسبته المالية .. ﻻ مانع ان يشارك ويتثقف. ولكن .. ان يتصدر ويتحدث ويوهم انه
حاز العلم وزاحم اهله بالركب. هذا غش وخداع.
ويا من تعرفون نقص أولئك الأشخاص وتقدمونهم،
اعتماداً على نسب، أو لبياض لحية، أو لحسن تنميق كليمات وتمتمات .. لماذا تقدمونهم؟
ما هو الغرض من تقديمهم؟
يعيبون على طلاب العلم اختفاءهم من
المجالس العامة، وهم لا يدعونهم ولا يرفعون بهم رأساً .. واذا حضروا وجدوا المهندس،
والمحاسب، والطبيب .. قد تصدروا ..
ويسمعونهم يهرفون بما لا يعرفون.
ويا ليت الطبيب او المهندس او المحاسب
كانوا طلاب علم .. لسكتنا .. ولكنهم جمعوا ضغثا الى إبالة. وهل بمجرد النسبة للبيت
الفلاني، او لأن ذلك الطبيب حفيد العالم الفلاني .. صار جديراً بالتصدر.
ألا فاشبعوا بصدارتكم، واهنأوا بمشيختكم
.. ثم اذا ضحك الناس على التفاهات التي تخرج من أدمغتكم .. برأنا منكم ومن تفاهاتكم
.. وحاشا أن يرضى السلف بهذه الامور .. وفيهم
الحفاظ والمقرئون والمحدثون والفقهاء .. كان أقلهم من يحفظ الإرشاد. ولا يتصدر الا
بعد أن ينتهي من التحفة ويقرأ الستة ..
واليوم .. يتصدر من لم يقرأ السفينة
ولم يحفظ الأربعين النووية!!
ويريدون بعد هذا أن يعيدوا أمجاد السلف!!
ألا فحيهلا بسلفية علمية .. أما مخرقة
ومهزلة باسم الصوفية وباسم السادة وآل البيت .. فهذه عار على الأمة كلها .. ولن نسكت
عليها، ولن يسكت الغيارى والصادقون. وتحملوا أيها المتصدرون كل ما يأتيكم من نقد من
داخل بيتكم .. لأن من هم بالخارج لا يرونكم الا أضحوكة يلوكون بها أفواههم ويتندرون
بها في مجالسهم ..
حتى متى يبقى هذا الداء دون عﻻج
..
وحتى متى ستبقى المجامﻻت هي شغلنا
الشاغل.
والسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق