الأودان
جمع
وَدَن، يطلق على المواضع الزراعية الخصبة الصغيرة، وهي فصيحة، لكنها قليلة
الاستعمال، قال في «القاموس»: «ودَنه، كوعده، وَدْنا، ووِداناً، بالكسر: بله ونقعه».
وفي «تاج العروس»: "الوِدان، بالكسر: مواضع الندى والماء التي تصلح للغُروس"(1).
العلامة
الأزهري في كتابه «تهذيب اللغة»، أورد قولاً عن الليث بن المظفر الكناني، من أصحاب
الخليل، في ترجمة دين، وهو قوله في تعريف (الدَّين): أنه من الأمطار ما تعاهد
موضعاً لا يزال يربّ به، ويصيبه». وأنشد قول بعضهم:
* معهودٌ ودِينُ *
لكن
الأزهري استدرك عليه، قائلاً: "هذا خطأ. والبيت للطرِمَّاح:
عقائلُ رملةٍ نازعْنَ
منها ** دفوفَ أقاحِ معهودٍ وُدِينَ
أراد:
دفوفَ رملٍ، أو كثبِ أقاحٍ معهودٍ. أي: ممطورٍ، أصابه عهد من المطر، بعد مطرٍ تقدّمه.
وقوله: وُدينَ، أي: مودونٌ، مبلولٌ، من وَدنْته، أدِنه، ودْناً، إذا بللته، والواو
فاء الفعل، وهي أصليةٌ وليست بواوِ العطف، ولا يعرف الدّين في باب الأمطار، وهذا
تصحيف قبيحٌ من الليثِ، أو ممن زاده في كتابه»(2).
مصطلح
(الأودان)، تكرر استعماله، بحذر، لدى مؤرخ مكة المكرمة، العلامة التقي الفاسي، في
كتاهب «شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام»، في مواضع معدودة، هي التالي ذكرها:
الموضع
الأول: في ذكر حائط خرمان، قال عنه: «هو،
والله أعلم، الموضع الذي يقال له: الخرمانية، وهو أودانٌ بأعلى الموضع
المعروف بالمعابدة، بظاهر مكة»(3).
الموضع
الثاني: في استدراكه على الأزرقي لذكره حائط
خرمان في حدود المحصب، فقال: «وأما حد المحصب من جهة منى؛ فوقع في كلام الأزرقي ما
يوهم أنه إلى حائط خرمان، وهو الأودانُ المعروفة بالخرمانية، بأعلى
المعابدة»(4)، الخ.
الموضع
الثالث: عند تعداده آبار مكة القديمة، المشتهرة في التاريخ المكي، فذكر منها: «بئر
لا ماء فيها في الموضع الذي يقال لها: الخرمانية، وهو أودانٌ برأس
المعابدة، على جادة الطريق، على يمين الهابط إلى مكة»(5).
الموضع
الرابع: عند ذكره البرك التي كانت بمكة المكرمة، قديماً وحتى وقت تأليف كتابه،
فقال في ذكر بركة الماجن بمناسبة وصول ماء عين حنين إليها بعد إجرائها: «وقد وصل
الماء، أي ماء العين، إلى البركة التي بأسفل مكة، المعروفة ببركة الماجن، خارج باب
مكة، المعروف بباب الماجن، بعد تنظيف الطريق إليها، وزرعوا بماء العين أوداناً
بقرب بركة الماجن»(6).
الهوامش:
1- الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس من
جواهر القاموس، تحقيق: إبراهيم الترزي وآخرين، جـ36 (الكويت: وزارة الإعلام في
الكويت، 1395هـ/1975م)، 243.
2- الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، تهذيب
اللغة، تحقيق محمد عوض مرعب، جـ14 (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 2001م)، 130.
3- الفاسي، محمد بن أحمد، شفاء الغرام
بأخبار البلد الحرام، تحقيق: عمر عبدالسلام تدمري، جـ1 (بيروت: دار الكتاب
العربي، 1405هـ/1985م)، 457.
4- الفاسي، جـ1، 502.
5- الفاسي، جـ1، 548.
6- الفاسي، جـ1، 556.
محمد
باذيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق