الأربعاء، 12 مارس 2014

جولة أخرى مع الديابنة والبريلوية (2)

أعاد بعض الفضلاء من الإخوة الأعزاء .. فتح باب الديابنة والبريلوية
وكنا وقفنا في مناقشتنا الماضية عند رسالة التوحيد لشيخ اسماعيل الدهلوي، الشهير بالشهيد. وهذه الرسالة تشبه في ظروف كتابتها ظروف تأليف الشيخ ابن عبدالوهاب رسائله التي في الموضوع نفسه. وكانت لها الدواعي نفسها. وكنت وعدت سابقاً أن أكتب عن الرسالة الدهلوية ..
فقد تناولتها في بحثي عن اسهام الحضارمة في الدعوة الاسلامية في الهند .. ولقد كان الشيخ العلامة أحمد بن عمر باذيب، ممن شهد وحضر الخلاف الطويل العريض، بين خلفاء الشهيد احمد بن عرفان، وبين بعض الفقهاء الذين لا ينكرون المنكرات الفاشية في ذلك الوقت في مدينة مدراس. وتحدث طويلا في مقامته المدراسية عن الفتنة التي وقعت بين فقهاء البلد والحاكم من جهة وبين الدعاة المصلحين من جهة أخرى.
والتاريخ يعيد نفسه ..

وأقول للأحباب وخلاصة الأصحاب .. ممن لا يزال في نفوسهم شيء من النقاش السابق الذي توقفنا فيه ولم نكمل لظروف سفر وترحال ..

أدام عز أهل السنة. وإن احسان الظن، ومحاولة جمع الكلمة من العقلاء هو المطلوب.
ولابد من ايضاح مسائل في الباب ..

أولا: لا لتبجيل أهل البدع لمجرد المحبة والعاطفة على حساب الصوفية السالكين.

ثانياً: لو كان النقاش السابق في قضية واحدة، وهي تبجيل المبتدع، لما تماديت في النقاش. ولكني كنت بدأت المنشور بمسألة واضحة للعيان. وكلكم أنكرها.

ثالثاً: محبتي لعالم جليل لا تعني رضاي بكل ما يكتبه تفصيلا، بل بالجملة.

رابعاً: لم يكن نقاشنا في الجزئية التي تكرم الدكتور بذكرها هنا. وهي عد البعض فلانا من جملة المصلحين، فهو ليس منهم عندي، بل خارجي مستبيح للدم والنفس المحرمة. ومنشأ الفساد عند من يعده مصلحاً، لا شك في هذا. ولا أخالف فيه قيد شعرة.

خامساً: عندما ألتمس لكاتب أو لعلم من الأعلام عذره في الكتابة لا يعني أن أبرر لأتباعه الذين يقع في قلوبهم تعظيم من عظمه متبوعهم، لا. بل هذا حد فاصل أقف عنده. وإن كنت أعذر الكاتب إحساناً لنيته، وتبريراً لقصده. فلا أطعن في النية، ولا أبرر للتابع .. قياماً بواجب الإنصاف.

سادساً: كلنا نحن وشيوخنا ومن نحب ومن لا نحب، يؤخذ من كلامنا ويترك. وهذا هو سبيل الراحة النفسية، ومن أجرم فحسابه على الله. أما العداوات الشخصية فلا أحبها، (فاتقوا الله وأصلحوا بين أخويكم).
ولو عاملنا الجميع بالشدة والغلظة وبالولاء والبراء .. لما أبقينا صديقاً.

فعش واحداً أو صل أخاك فإنه ** مقارف ذنب تارة ومجانبه.


ودمتم لنا خير إخوان . والى منشور اخر ننشر فيه المقامة المدراسية للعلامة أحمد بن عمر باذيب، رحمه الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق