نبذة عن الشيخ راتب عباس حاكمي الحمصي رحمه الله
20 / 1 / 2013
هذا الشيخ الصالح كان إماماً في مسجد (أو مصلى) كان يقع في عمارة الفتيحي الواقعة في طريق المدينة، تشرف على الخطين: الطالع والنازل. تعرفت عليه في ذلك المسجد، ومكثت زمناً أتردد عليه فيه، وكان يظل عقب الصلوات يجلس يذكر الله، ولم يكن أحد يجلس إليه، فاغتنمت أوقات فراغه بعد العصر، فقرأت عليه في الحديث الشريف، وفي علم المصطلح من كتاب العلامة خليفة بن حمد النبهاني رحمه الله (النخبة النبهانية بشرح المنظومة البيقونية). واستفدت منه فوائد عديدة.
وأهداني كتاباً قام بتحقيقه ونشره في حمص قديماً، وهو كتاب: (الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار)، للحافظ أبي بكر محمد بن موسى الهمذاني، الصادر عن مطبعة الاندلس، حمص، ط١، ١٣٨٦هـ ـ ١٩٨٤م، في ٣٢٣ صفحة.
ووجدت بعض ذويه كتب عنه ترجمة، فأحببت نقلها للتعريف بمكانته رحمه الله، وهي (بتصرف وتهذيب):
راتب عباس حاكمي (1925م – 2011م)
هو صاحب الفضيلة، الشيخ العالم، المحقق، الفقيه، الورع الزاهد، راتب عباس حاكمي. مولده بمدينة حمص سنة 1344هـ، الموافق سنة 2011م.
بدأ يتلقى العلوم ويرتشفها من نعومة أظفاره، وفي زهرة ربيعه، ووعاؤه طاهر طيب، ومعينه عذب، فلازم شيخَه الشيخ حافظ النجار الملقب بالطنّان، في مدينة حمص، وأخذ عنه علم الإرادة والسلوك. بعد ذلك ذهبَ رحمه الله إلى دمشق لطلب العلم الشرعي في دار الحديث الأشرفية، في دمشق، على يد الشيخ محمود بعيون رنكوسي (ت 1405هـ) رحمه الله، الذي أولاه اهتماماً خاصاً، وعناية فائقةً، وأجازه إجازة خاصة بما أجازه به شيخه الشيخ أبو الخير الميداني، والشيخ بدر الدين الحسني. وكانت له مجاهدات في دمشق، ومرائي حسنة. وبعد عودته من دمشق إلى مدينة حمص، عمل فترة طويلة بالخطابة والإمامة في مسجد (القصير) بحمص، وتتلمذ على يديه عدد من طلبة العلم.
قدم إلى جدة سنة 1980م، وعمل إماماً وخطيباً في عدد من المساجد بها، منها: مسجد باطويل، ومسجد السيدة فاطمة الزهراء، ومسجد علي رضا، وأخيراً مسجد الفتيحي الذي ذكرته في أول الكلام. وكان رحمه الله ملازم لأكثر مجالس العلم ومجالس الذكر ومدح النبي صلى الله عليه وسلم .
تحقيقه لكتب العلم:
قام بتحقيق ومراجعة العديد من الكتب الشرعية واعادة نشرها ومنها لا على الحصر:
1- الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار، للحازمي.
2- والإشفاق على أحكام الطلاق، للعلامة الكوثري.
كان رحمه الله صاحب مقام في العرفان والذوق، والتعبد والتقوى، مثالاً يحتذى به في الورع والزهد . وتُوفي في مدينة جدّة مساء يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من جمادى الثانية للعام 1432 هـ /الموافق الرابع والعشرين من شهر أيار للعام 2011 م ودفن في مقبرة بني مالك بالمطار القديم، رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته، ومَنَّ عليه بمغفرته ورضوانه وجزاه عنا خير الجزاء، والحمدلله على كل حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق