الأربعاء، 27 مارس 2019

عزّةُ النفس - درس مستفاد من شيخنا الحبيب حسن الشاطري رحمه الله


عزّةُ النفس

بقلم/ محمد باذيب
عليكره، 26 مارس، 2013

كنت يوماً من أيام مجاورتي في حرم الإقليم، الغناء تريم، حرسها الله، حاضراً في روحة شيخنا ومربينا، العلامة الجليل، ذي الهمة  العلية، والمجالس البهية، الحسن بن عبدالله الشاطري (ت 1425هـ)، رحمه الله وأثابه رضاه ..

العلامة الحسن الشاطري رحمه الله


وجرى ذكر الهجرة الى الجهة الجاوية، وتجشم الحضارمة المتاعب في أسفارهم ورحلاتهم، وما جرى لبعضهم من استيطان فيها، وعدم رجوع وأوبة الى أوطانهم، وما يدور في هذا الموضوع ..
فقص علينا رحمه الله عن أشياخه، يحكونها عن الحبيب عمر بن حسن الحداد (ت 1307هـ) إن لم تخني الذاكرة:
 أنه أرسل بعض أولاده إلى جاوة، لإقامة أسباب المعيشة هناك، وإمدادهم بما يقوم بقوتهم في حضرموت. فجاء بعض الأعيان إلى الحبيب المذكور، وقال له: يا حبيب، كيف ترسل أولادك إلى جاوة، وأنت تسميها في مُذَاكَراتك: الأرض الحابسة!!.
فأجابه الحبيب: يا ولدي، الأرض الحابسة، ولا الأيدي اليابسة، والوجوه العابسة!!.

فأطلقها مثلاً ..

وللمتقدمين من السلف الصالح أمثلة كثيرة في المعنى، منها قول الإمام بشر بن الحارث، الحافي، رحمه الله: 
أقسِمُ بالله لرضْخُ النّوى ** وشُرْبِ ماء القلُبِ المالحَةْ

أعزُّ للإنسانِ من حرْصِه ** ومن سُؤالِ الأوجُهِ الكالحَةْ

فاستَغْنِ بالناس تكُنْ ذا غنًى **  مغتبطاً بالصفْقَة الرابحَةْ(1)

الهوامش:
(1) أخرجه بسنده إليه: الحافظ ابن عساكر، في تاريخ مدينة دمشق: ج ٤١ / ص 466.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق