الأربعاء، 27 مارس 2019

قصة الحياة - قصيدة


قصة الحياة


ذكرياتي ذكْرَياتْ ** هي أحلَى الأمنياتْ

ليتَني أرجعُ طِفْلاً ** في حُجُور الحاضناتْ

ليتَ أيامي الخَوالي ** كالنّخيلِ الباسِقاتْ

ثَابتاتٍ في الأراضِي ** كالجبالِ الراسياتْ

لا تُقَـفّيها الليالي ** والشّهورُ التالياتْ

* * *

أرْجِعُوني لزَمانٍ ** حالمٍ حُلوِ السِّماتْ

أرجِعُوني لزَمانٍ ** طعمُه (سكّر نباتْ)

يا زَماناً كنْتَ غضًّا ** يا مثاليَّ الصفاتْ

* * *

لم يُبالِ الطفلُ يوماً ** بالبلايا الواقعاتْ

لا؛ ولا فكّر يوماً ** أنها سمُّ الحياةْ

كان يَلهُو في البرَاري ** فوق هاتيكَ الصَّفاةْ

ضَاحِكاً يملأ فَاهُ ** بالنكَاتِ السائراتْ

* * *

كَبُر الطفلُ غلاماً ** ناشئاً مثل النباتْ

شَبّ عُوداً صَار كَهلاً ** صَار شيخاً ثم ماتْ!!

هكَذا العمْرُ يولِّي ** هكذا العمرُ افتئاتْ

يا تُرَى هل قيلَ يوماً: ** أوقفوا سيْرَ الحياةْ!!

أم محالٌ يا تُراه؟! ** أم خيالٌ أم سُباتْ!؟

لا تجيبوني فهَذا ** من بديهاتِ الشِّياتْ!

إنّ هذا الموتَ حقٌ ** قد وُلدتُمْ للممَاتْ!



محمد باذيب
ليلة الجمعة .. 19 ربيع الآخر 1434هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق