قصة الحياة
ذكرياتي ذكْرَياتْ ** هي أحلَى الأمنياتْ
ليتَني أرجعُ طِفْلاً ** في حُجُور الحاضناتْ
ليتَ أيامي الخَوالي ** كالنّخيلِ الباسِقاتْ
ثَابتاتٍ في الأراضِي ** كالجبالِ الراسياتْ
لا تُقَـفّيها الليالي ** والشّهورُ التالياتْ
* * *
أرْجِعُوني لزَمانٍ ** حالمٍ حُلوِ السِّماتْ
أرجِعُوني لزَمانٍ ** طعمُه (سكّر نباتْ)
يا زَماناً كنْتَ غضًّا ** يا مثاليَّ الصفاتْ
* * *
لم يُبالِ الطفلُ يوماً ** بالبلايا الواقعاتْ
لا؛ ولا فكّر يوماً ** أنها سمُّ الحياةْ
كان يَلهُو في البرَاري ** فوق هاتيكَ الصَّفاةْ
ضَاحِكاً يملأ فَاهُ ** بالنكَاتِ السائراتْ
* * *
كَبُر الطفلُ غلاماً ** ناشئاً مثل النباتْ
شَبّ عُوداً صَار كَهلاً ** صَار شيخاً ثم ماتْ!!
هكَذا العمْرُ يولِّي ** هكذا العمرُ افتئاتْ
يا تُرَى هل قيلَ يوماً: ** أوقفوا سيْرَ الحياةْ!!
أم محالٌ يا تُراه؟! ** أم خيالٌ أم سُباتْ!؟
لا تجيبوني فهَذا ** من بديهاتِ الشِّياتْ!
إنّ هذا الموتَ حقٌ ** قد وُلدتُمْ للممَاتْ!
محمد باذيب
ليلة الجمعة .. 19 ربيع الآخر 1434هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق