الأربعاء، 27 مارس 2019

سَمرْقندُ .. تندب الشامَ


سَمرْقندُ .. تندب الشامَ

عليكرة، 20 فبراير، 2013

كتبت هذه الأبيات، بعد أن نظرت عيني صورة لشيخنا العلامة المحدث، الشيخ عبدالفتاح أبوغدة الحلبي، رحمه الله، وهو في سمرقند، وحوله شيوخها بالعمائم، قد أحاطوا به، واحتفوا بزيارته ..
فجرى على خاطري مجد سمرقند القديم، وحظها من العلم والفضل العظيم، وجرى على خاطري أسماء أئمة الدين والهدى الذين أنجبتهم، وكيف أصبح حالها اليوم ..



ثم استفقت من سنة الكرى، وقد اقشعر بدني، وترطب خدي، من حال حلب الشهباء، وحال بلاد الشام أجمع ..
أنندب مجدنا القديم .. ومجدنا الماثل بين أعيننا، وتاريخنا الذي بين أيدينا .. يتهدم ويضيع، وتضيع معه عروبتنا وإسلامنا، وعزتنا ..
أنحن أمة البكاء والعويل؟؟
أم أمة النواح ... أم ماذا؟؟
لا حاكمنا أصلح في رعيته .. ولا الرعية أقامت من يصلحها.
الأيدي مكتوفة، والأعين شاخصة، وقد تبلدت الأحاسيس من كثرة ما يعرض عليها من صور الموت والقتل والدمار ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله .. هو اللطيف والناصر، والظلم لا يدوم، ولابد  من التمحيص، (أم حسبتم ..) ..
اللهم إنا نسألك اللطف في المقادير ..

نبئوني عن رُبَاها ** عن سمَرْقندَ ومَاها

عن ذَوي علمٍ وفَضْلٍ ** عن نُجومٍ في سَماها

هل تُرى باقُونَ فيها ** أم غدَوا بطْنَ ثَراها

لا برِحْنا في حنينٍ ** نرْتَـجي وصْلَ حِماها

يا سمرقنْدَ المعالي !! ** فلتُجِيبُوا .. ما عراها؟؟

أشيُوعيٌ حَقِيرٌ ** باتَ فيها يتباهى!

ما الذي أخْنَى عليها ** يا تُرَى ماذا دهاها؟؟

فاسْتَفيقِي يا عَرُوساً ** خطبَ المجْدُ عُلاها

كنْتِ للدُّنيا ضِياءً ** وبكِ اشْتالَتْ قُواها

يا سَمرقنْدُ استجيبي !! ** ألجمَ الدّمعُ الشِّفَاها !!

قالتِ: الشّامُ لديكُم ** أدركُوا !! واهاً فواها !!

إن أكُنْ قد ضَاع مجْدِي ** والرُّبى قدْ غَار مَاها

فعَروسُ الأرْضِ فيكُم ** أمْسِ قَد خارَتْ قُواها

أينَ أنتمْ من بلادٍ ** قدَّسَ الله رُبَاها

باركَ الرحمنُ فيهَا ** وحبَاها ما حبَاها

تنظرُونَ الحرْبَ تمضِي  ** والدماءْ تجِري سِفَاها

فانظِمُوا فيها قصيداً ** غَازِلوها في حَلاها

لم ترَوا فيها نعُوشاً  ** كسَتِ الأرْضَ دِماها

لم ترَوا فيها وحوشاً ** كشَّرتْ نابَ بَلاها

فاكْسِروا درْع المعالي ** أغمِدُوا السيف وراها

ولتنُوحُوا مجد قَومٍ ** خلَّفُوا فيكم رَحاها

فاطْحَنوا مجدَ أبيكم ** وكُلوا !! وارْعَوا شِياها

مجدُهم فيكُمْ حرامٌ ** غيضَ في أرضٍ حَياها

وصمتت سمرقند وأخواتها من مدن المجد الإسلامي .. وتوشحن السوادَ ..
فلا تروموا أن تسمعوا منهن ولا من أهليهن جواباً ..
وعلى الدنيا السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق