الثلاثاء، 26 مارس 2019

الرحلة السميطية إلى الأراضي الحضرمية، للحبيب عمر بن سميط، جمع: الشيخ محمد جبران. تحقيق: محمد أبوبكر باذيب










بيانات الكتاب:
اسم الكتاب: الرحلة السميطية إلى الأراضي الحضرمية.
تأليفجمع وتدوين محمد جبران بن عوض الشبامي.
علق عليها: محمد بن أبي بكر باذيب
رقم الطبعةالأولى.   سنة النشر2008م.
التخصصتاريخ وتراجم.
قياس القطع17×24الورقشاموا. التجليدغلاف عادي.
عدد الصفحات: 70 صفحة.

مقدمة المحقق
الحمدُلله الذي وفق من شاء من العباد لنيل الخيرات والبركات ، وخص بعض عباده بأن أجرى على أيديهم أصناف العطايا والهبات ، وجعلهم أدلاء على الطريق الحق الواضح المستقيم ، الذي لا اعوجاج فيه بل هو كالمحجة اليضاء التي ترك الرسول المصطفى r أمته عليها ، فله الحمد الجزيل والشكر الوافر الكثير.
والصلاة والسلام على خزانة العلوم اللدنية، ومستودع الأسرار الرحمانية،واسطة عقد النبيينَ، ومقدم جيش المرسلينَ، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين المطهرين في محكم الذكر الحكيم ، وعلى صحابته الذين شادوا الدين وجاهدوا في الله حق جهاده حتى أقاموا دولة الإسلام في شتى الأقاليم .
أما بعدُ؛
فهذا تقديم متواضع لهذه الرحلة المباركة التي قام بها شيخ الشيوخ سيدنا الحبيب العلامة عمر بن أحمد بن سميط باعلوي لمواطن أهله وأسلافه الصالحين في القطر الحضرمي عام 1387هـ قادما من ربوع جزائر القمر الاسلامية في شرق أفريقيا حيث توطنت أسرته منذ حوالي مائة وثلاثين سنة.
وهذه الرحلة هي الثالثة[1] من رحلات هذا الحبيب الجليل وكان قد دون رحلتيه الأوليين بنفسه إبان قوته ونشاطه ثم جاءت هذه الرحلة الأخيرة وهو يخطو إلى سن التسعين من العمر ، فوفق لصحبته أحد خواصه من أهل شبام وهو الوالد الفاضل الشيخ محمد جبران أحد ثلاثة إخوة عقدوا العزم والهمة على خدمة هذا الإمام الجليل فنالوا من سره وبركته وصالح دعواته ما ظهر على أعمالهم المباركة وأخلاقهم الحميدة ، وهكذا تثمر صحبة الصالحين والأخيار
وسوف أعرض في هذه المقدمة إلى ترجمة لصاحب هذه الرحلة الحبيب عمر بن سميط ، ثم ترجمة كاتب الرحلة الشيخ محمد جبران وذكر علاقته وإخوانه بالحبيب عمر وما جرى بينهم من مكاتبات ومدائح وغير ذلك مما يناسب المقام .
كذلك سأترجم لكافة الأعلام الواردة أسماؤهم بصلب الرحلة حسب المستطاع ، حيث أن هذه الرحلة وقعت  قبيل وقوع الطامة الكبرى في الوادي المبارك ألا وهي مجئ الحزب البغيض المسمى بالحزب الاشتراكي الذي أذاق الناس الأمرين حتى آذن الله بالفرج في هذه السنوات الأخيرة ، وكان نتيجة ذلك هجرة الأفواج الكبيرة من علماء الوادي وأدبائه وكتابه وأهل الحل والعقد من عقلاء الناس وحذاقهم إلى خارج موطنهم بسبب ما جرى من أحداث سياسية تدمي الفؤاد ، فخلت المرابع من أهلها وبدلت الأرض غير الأرض والناس غير الناس ، فجهل الكثير من أبناء الوادي أعلام الرجال الذين عاشوا بين ظهرانيهم في الزمان الماضي ، وخاصة من هاجر إلى خارج الوطن ، فرأيت أنه يلزم علي أن أترجم لهم وأعرف بهم، مع ذكر شيء من شمائلهم ومآثرهم ونحو ذلك، وعلى التكلان، وهو المستعان، ( وماتوفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب ).
 وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .

                               محمد أبوبكر باذيب
جدة .. في 20/ 4 / 1420هـ

هذه الرحلة
هي رحلة أو قل جولة في ربوع وادي ابن راشد لمدة أسبوع بدأت من يوم الجمعة 13ربيع الثاني 1387هـ وانتهت يوم الجمعة الآخر 20 ربيع الثاني.
كان توقيته مصادفاً للاحتفال بالذكرى السنوية لوفاة الإمام علي بن محمد الحبشي بسيون، المعروف بالحول ، وكذلك ذكرى الحبيب الإمام عبد الله بن حسين بن طاهر بالمسيلة قرب تريم ، وقد زار الحبيب عمر كثيرا من أعيان وعلماء الوادي في سيون وتريم وحضر أغلب الاجتماعات العامة التي أقيمت في تلك المناسبات.
وكان كاتب الرحلة دقيقا في وصفه وتتبعه لتحركات الحبيب عمر وتقييده للفوائد التي يتفوه بها في مجالسه الخاصة وتسجيله لبعض الكلمات التي ألقيت في تلك الاحتفالات الكبيرة .

ابتهاج الحبيب عمر بهذه الرحلة

لما فرغ الوالد محمد جبران من تدوين هذه الرحلة عرضها على الحبيب عمر قبيل مغادرته حضرموت فأبدى استحسانه لها وطلب منها نسخة فوقعت موقعا حسنا عنده، وقد عبر رحمه الله عن ذلك بما جاء في رسالة منه بعث بها للوالد المرحوم علي جبران وإخوانه بعدن قال فيها :
( من مروني إلى عدن                                في 17 رجب 89 :
إلى المحب علي جبران بن عوض .. كان الله له ، وعليه جزيل السلام التام .
الرجاء أنكم ومن يلوذ بكم من أهل وأولاد بعافية ، كما أننا كذلك وقد سبق إليكم خلاف هذا  وأخبرناكم في خط محمد بوصول السيد أحمد مشهور وقد توجه منذ أسبوع إلى ممباسه مع أصحابه الذين كانوا معه .. »، الخ.
إلى أن قال :
«والرحلة التي قيدتها يا محمد عجيبة جم ، وفرحنا بها مثل فرح السيد أحمد الحداد، ولا أدركتُ أمرُّ عليها إلا بعد سفَره ، فرأيتُها ثمينةً، وإذا ألحق السيد أحمد بها ما قيدَه أخوك أحمد ما با تقوم بقيمة ، لأنه اطلع على ما قيده ( أحمد ) في رحلته معي إلى تريم بصحبة الولد عبد الله بن مصطفى[2] 
وفي رحلة أحمد نسب الكلام مني ، وأما رحلة محمد فقد جعل الكلام من قبله وأحسن، وهذا على عجل …… والسلام                                                 
عمر بن أحمد بن سميط )

       ·          الرحلة المصرية :
هناك رحلة أخرى قام بها الحبيب عمر إلى حضرموت ومنها توجه إلى مصر ، وقد رافقه فيها الشيخ محمد جبران وكتب مجرياتها .. وحاصل ما يقال عنها :
أنه خرج الحبيب عمر بن سميط إلى شبام مرة أخرى بعد هذه الرحلة في سنة 1391هـ ، وحضر زواج بعض أبناء آل جبران ، ثم  سار إلى المكلا بعد ذلك ومنها إلى عدن ، وهناك تحرك عزمه للسفر إلى مصر للزيارة والعلاج ، وكان الشيخ محمد معه في تحركاته تلك بطلب من الحبيب عمر نفسه ، وكان معهم السيد مصطفى بن علوي بونمي الملازم للحبيب والقائم بخدمته في كل الرحلات.
ولما علم الحبيب الداعية الكبير أحمد مشهور الحداد بوجود شيخه الحبيب عمر في مصر لحق بركبه ومعه الشيخ حسين باسندوه من جدة إلى القاهرة ، ولحق بهم أيضا السيد عمر بن عبد الله بن الشيخ أبي بكر لمرافقة الحبيب في الزيارة ، وقد دون حفظه الله ما استطاع تدوينه من وقائع هذه الرحلة وهي لا تزال مسودة عنده ، ولسوف تخرج إلى القراء إن شاء الله عما قريب .



إجازة من الوالد الفاضل الشيخ محمد جبران
للمعتني بهذه الرحلة
هذا وقد قرأت طرفاً من هذه الرحلة على كاتبها ومؤلفها الوالد محمد جبران فأجازني بما ورد فيها من إجازات عن الحبيب عمر وعن غيره من الشيوخ الذين تلقى عنهم ، وكتب لي ما صورته :   
( أهدي هذه الرحلة للولد المبارك محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن سالم باذيب ، وحسب طلبه مني أن أجيزه فيما اشتملت عليه هذه الرحلة من إجازات وغيرها من الإجازات ، ومع أني لست أهلا لأن أجاز فكيف بأن أجيز.
واستجابة لرغبته فإني قد اجزته بما أجازني فيه من التقيت بهم ، وفي مقدمتهم سيدي الحبيب الإمام عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سميط ، راجيا من الله العلي القدير التوفيق للعمل الصالح .       
         قاله محمد جبران عوض جبران
يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شهر صفر سنة 1416».

والحمد لله رب العالمين
 وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .



[1]  أي ثالث الرحلات التي كتبت ودونت أحداثها، وإلا فرحلات الحبيب عمر وزياراته إلى حضرموت كثيرة ومتكررة، وقد بهني على هذا شيخي وسيدي الحبيب العلامة عبدالقادر الجنيد نزيل دار السلام- أحد كبار الآخذين عن الحبيب عمر بن سميط .
[2]  يقصد الحبيب رحلته إلى تريم ودوعن عام 1371هـ ، وقد دونت معظم أحداثها ومجرياتها في الرحلة المسماة (تلبية الصوت) وقد طبعت ، فلعله أضيف ما كتبه الشيخ أحمد إليها قبل الطبع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق