الأربعاء، 27 مارس 2019

ربوعَ الهنْدِ قد حانَ الوداعُ - قصيدة



ربوعَ الهنْدِ قد حانَ الوداعُ

نظم محمد باذيب
عليكره، 31 مارس، 2013




ربوعَ الهنْدِ قد حانَ الوداعُ ** وقد طالَ التصَبُّر والنّزاعُ
* * *
ربوعَ الهند كم لكِ من مَزايا ** وكم شيدَتْ بأرضيك القلاعُ
وكم ملكٍ وسُلطانٍ قديماً ** صنيعُ المكرُماتِ لهم طِباعُ
ولي في سَادةٍ حَلّوا ثراها ** مآثر أرْعفَتْ فيها اليراع
وكَمْ في العَصر مأثرة أقيمَتْ ** وفيكِ معاهدُ العلْمِ اليفَاعُ
(مظَاهِر للعلوم) بكل صُقْعٍ ** و(دارٌ للعلوم) لها ارتفاعُ
(ديُوبَند) المعالي ما كَماها ** بلادٌ قد خلتْ منْها الرعاعُ
وتلكَ (الندوةُ) الغراءُ تغري ** وفُوداً لا يرى فيها انقطاعُ
مليبارُ الجنوب بكُاليكُوتٍ ** مئاتُ مدارسٍ فيها انتفاعُ
وفي حيدَرآبادَ حديثُ مجدٍ ** بـ(دائرة المعارف) قَد أشاعوا
لسَانُ الحال ينشدني مقولاً ** (أضَاعوني وأي فتى أضَاعُوا)
(علِيكَرةُ) الدروس بها فنونٌ ** و(آزادٌ) بها حفظت رقاعُ

وللنعماني شبليٌ أيادٍ ** على العلم الشريف له اطلاعُ

فدارُ مصنّفينَ لها اشتهارٌ ** بـ(أعظم كره) بها علمٌ مشاعُ
* * *
أغادِرُها وقد مرّتْ شهورٌ ** وقد ضَاق الفضَا والاتساعُ
تطاولني البعادُ وضقْتُ حتى ** تعوَّدني من الملَلِ صُداعُ
شهورٌ عشْرةٌ وازدادَ شهرٌ ** تخللها مضيٌّ وارتجاعُ
مضَتْ لي مدّةُ السنتين تِـمًّا ** فِطاماً بعد ما تمّ الرضاعُ
وزيد سنيهَةٌ فارقتٌ فيها ** حبيباً بعْدُه سمٌ نقاعُ
وأولاداً تركتُ وراء ظهري ** وأكباداً يحرقها التياعُ
وطِفلاً يجرعُ العبراتِ صَبْراً ** وأماً ليس يشفيها السماعُ
وقَلباً يقطعُ الأيام عدًّا ** وخِلاً ليس تحويه البقاعُ
يقلّبُ ناظرَيه ضَنًى وشوقاً ** وهل للشوقِ صَبرٌ يستطاعُ!!
مقَاديرٌ تُصَرَّفُ في البرايا ** وفي الأقْدارِ كَم يمتدُّ باعُ
رَضينا قسْمةَ الجبّارِ فينَا ** لنا علمٌ وللغَيرِ المتاعُ
* * *
وداعاً يا ربى دِلْهي ويُوبِي ** سأذكرُكِ إذا لمعَ الشعاعُ
رُبوعَ الهنْدِ قد حانَ الوداعُ ** فصُونِي العهْدَ أيتها البقاعُ

محمد باذيب؛ ليلة مغادرتي مدينة عليكرة


19 جمادى الأولى 1434هـ = 31 مارس 2013م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق