الثلاثاء، 26 مارس 2019

دار جُبَّى المدنية، سبح سقْفُه فسجَد !!

دار جُبَّى المدنية، سبح سقْفُه فسجَد !!
دار جُبَّى(1)، وهي امرأةٌ عاشَت في المدينة المنورة في عصر الخلفاء الراشدين، وأرضعت عمراً ابن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه(2)؛ كانت تقع في ميمنة المُصلَّى (مسجد الغمامة)، في قبلة دار إبراهيم بن هشام المخزومي، جانحةً عنها إلى جهة المغرب، وكان يلاصقها من خلفها دار سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. 



ومما قيل في ملكيتها: إنها كانت هي الأخرى، في ملك سعد، رضي الله عنه ، وأن أمير المؤمنين عُمَر رضي الله عنه قاسمه إياها عند قدوم سعدٍ، رضي الله عنه ، من العراق. ثم إنَّ عثمان رضي الله عنه اشترى هذه الدار، وورثها عنه ابنُه عمْرُو بن عثمان، فوهبَها لمرضعته جُبَّى، فكانت بيدها(3). وقيل: إن عثمان، رضي الله عنه ، هو الذي أقطعَها إياها بنفسه(4).
ومن طريف أخبار الدار: ما رواه ابنُ شَبة، في (تاريخ المدينة): أن جُبَّى كانت في دارها تلك، مع جاريةٍ لها، فسمعت نقيضاً من سقف الدار، فقالت لجاريتها: ما هذا؟. قالت: السقفُ يسبِّح!. قالت: ما سبَّح شيءٌ قطُّ إلا سجدَ!، لا والله؛ لا سكنتُ هذا البيتَ. فخرجَتْ منها، فاضطربت خباءً بالمصَلَّى.
وانتهى أمر دار جبى إلىٰ بعض ولد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الذين اشتروها منها، وظلت في أيديهم زمناً(5).




الهوامش:
1-  لم أقف على ضبط اسم جبى، ولكني وجدتُ محقق كتاب (تاريخ المدينة) لابن شبة ضبطه بضم الجيم وفتح الباء المشددة تليها ألف مقصورة، وخالفه محقق (وفاء الوفا) للسمهودي، فضبطه بكسر الباء المشددة تليها ياء، وقد اعتمدت الأول.
2-  ابن شبة، عمر بن شبة، تاريـخ المدينة المنورة، تحقيق: فهيم شلتوت، جـ1 (المدينة المنورة: طبع على نفقة حبيب محمود أحمد، د.ت)، 237-238؛ السمهودي، علي بن عبدالله، وفاء الوفا بأخبَار دار المصطفى، تحقيق: قاسم السامرائي، جـ3 (لندن: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 1422هـ/ 2001م)، 72.
3-   ابن شبة، جـ1، 237؛ السمهودي، جـ3، 72.
4-   ابن شبة، جـ1، 238؛ السمهودي، جـ3، 73.
5-   ابن شبة، جـ1، 238؛ السمهودي، جـ3، 72.





محمد باذيب
11/ 4 / 2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق