توجيه لبعض الشباب المتحمس حول ما يجدونه في كتب المناقب والكرامات
مما لا يروق لأذواقهم ويرونه من الطامات
أيها الناس .. لدينا تراث اسلامي عظيم، منه ما كتب بالعربية ومنه ما كتب بغيرها. وهو فنون وأفانين .. ومن جملة تراثنا، كتب المناقب، وكتب الرجال، والطبقات.وهناك مناقب للصالحين، ومناقب للفقهاء، والقراء، والحفاظ، وغير ذلك.وكل كتاب كتب بلغة أهل عصره، وحسب الثقافة السائدة.وهذه الثروة العظيمة، مدعاة للفخر، وينبغي أن يحسن استخدامها، والاستفادة منها .. لأنها بحق ثروة .. لا توجد عند الأمم الأخرى.
وكتب المناقب على ما فيها من كرامات وقصص، لا يحبها البعض، واضحت عند بعض الناس اليوم تمث
ل قمة السخرية بأناس من الصالحين كتبت تراجمهم بذلك الأسلوب الذي لا يروق لأهل عصرنا .. وهذه مسبة ومدعاة للأسف والله.
علينا أن نعرف كيف نستفيد من تلك الكتب، كمصادر للمعلومات التاريخية، وكم من معلومة وأثر مهم للغاية، لم نجد له ذكرا الا في كتب المناقب والكرامات .. وكم من الأعلام الذين جهلوا وجهلت أزمانهم، لم نتعرف على طبقاتهم وزمن حياتهم الا من خلال قصة أو أقصوصة ..
الكرامات فيها ما يصدق وفيها ما لا يصدق .. هي مادة خام، نستفيد منها .. بعتبر منها من اعتبر .. ويضحك منها من ضحك. وقد علم كل أناس مشربهم.
أما أن يضيع بعض الناس اوقاتهم، ويشغلوا أنفسهم والآخرين، بفتح صفحات لبيان فضائح الصوفية، او فضائح من يرغبون في مساءتهم، بحجة الانتصار للدين!! فهذا أمر يحتاج منهم الى مراجعة تلك التصرفات.
وعندما نقول: انها كتبت بلغة عصر .. فأدلتنا صريحة وواضحة، ولا مواربة فيها ..
خذوا على سبيل المثال .. حنابلة القرون الأولى، كانوا يحبون روابة الكرامات والمنامات .. وفيما يلي نص تقف له شعور الرأس اذا قرأه عامي لا يفقه ما هي الكرامات وما هي المنامات .. ولا استفظع الأمر، وأنكره غاية الإنكار.مع أن راويه وقاصه إمام من حفاظ الأمة، ومن أئمة الهدى والدين.
خذوا إليكم ما أخرجه ابن الجوزي رحمه الله كتابه (مناقب الإمام أحمد بن حنبل) ص 454 - 455 (باب 92) ما نصه بالحرف الواحد عن قبر الإمام أحمد بن حنبل .. قال:
(حدثني ابو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي ــ وكان شيخا صالحا ــ قال: كان قد جاء في بعض السنين مطرا كثير جدا قبل دخول رمضان بايام فنمت ليلة في رمضان فأريت [فرأيت] في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين فقلت: إنما تمَّ هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث!. فسمعته من القبر وهو بقول: لا بل هذا من هيبة الحق عز وجل ، لأنه عز وجل قد زارني فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام!!.فقال عز وجل : يا أحمد لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب . فأقبلت على لحده أقبِّله ، ثم قلت: يا سيدي ما السر في انه لا يقبل قبر إلا قبرك؟ .فقال لي: يا بني ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن معي شعرات من شعره صلى الله عليه وسلم ، ألا ومن يحبني لم لا يزورني في شهر رمضان . قال ذلك مرتين.) انتهى
هذه القصص وأمثالها .. كثيرة في كتب المناقب.لم تختص بأشعري ولا حنبلي ولا صوفي ولا غيره .. ولم تخل منها كتب الجميع .. وقل مثل ذلك عما يوجد في كتب الشيعة ..
فهل يعقل أن نحاسب أهل عصرنا وأبناء العلماء والصالحين بما يوجد في كتب أجدادهم وأسلافهم؟؟
اذا فماذا سنقول عن الحنابلة الذين يوردون أمثال هذه القصص؟؟
وماذا سنفعل بتراث الحافظ ابن الجوزي.
بالله عليكم .. دعوكم من هذا النزول .. وارتقوا فيما يخدم الدين والأمة .. والسلام
علينا أن نعرف كيف نستفيد من تلك الكتب، كمصادر للمعلومات التاريخية، وكم من معلومة وأثر مهم للغاية، لم نجد له ذكرا الا في كتب المناقب والكرامات .. وكم من الأعلام الذين جهلوا وجهلت أزمانهم، لم نتعرف على طبقاتهم وزمن حياتهم الا من خلال قصة أو أقصوصة ..
الكرامات فيها ما يصدق وفيها ما لا يصدق .. هي مادة خام، نستفيد منها .. بعتبر منها من اعتبر .. ويضحك منها من ضحك. وقد علم كل أناس مشربهم.
أما أن يضيع بعض الناس اوقاتهم، ويشغلوا أنفسهم والآخرين، بفتح صفحات لبيان فضائح الصوفية، او فضائح من يرغبون في مساءتهم، بحجة الانتصار للدين!! فهذا أمر يحتاج منهم الى مراجعة تلك التصرفات.
وعندما نقول: انها كتبت بلغة عصر .. فأدلتنا صريحة وواضحة، ولا مواربة فيها ..
خذوا على سبيل المثال .. حنابلة القرون الأولى، كانوا يحبون روابة الكرامات والمنامات .. وفيما يلي نص تقف له شعور الرأس اذا قرأه عامي لا يفقه ما هي الكرامات وما هي المنامات .. ولا استفظع الأمر، وأنكره غاية الإنكار.مع أن راويه وقاصه إمام من حفاظ الأمة، ومن أئمة الهدى والدين.
خذوا إليكم ما أخرجه ابن الجوزي رحمه الله كتابه (مناقب الإمام أحمد بن حنبل) ص 454 - 455 (باب 92) ما نصه بالحرف الواحد عن قبر الإمام أحمد بن حنبل .. قال:
(حدثني ابو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي ــ وكان شيخا صالحا ــ قال: كان قد جاء في بعض السنين مطرا كثير جدا قبل دخول رمضان بايام فنمت ليلة في رمضان فأريت [فرأيت] في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين فقلت: إنما تمَّ هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث!. فسمعته من القبر وهو بقول: لا بل هذا من هيبة الحق عز وجل ، لأنه عز وجل قد زارني فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام!!.فقال عز وجل : يا أحمد لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب . فأقبلت على لحده أقبِّله ، ثم قلت: يا سيدي ما السر في انه لا يقبل قبر إلا قبرك؟ .فقال لي: يا بني ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن معي شعرات من شعره صلى الله عليه وسلم ، ألا ومن يحبني لم لا يزورني في شهر رمضان . قال ذلك مرتين.) انتهى
هذه القصص وأمثالها .. كثيرة في كتب المناقب.لم تختص بأشعري ولا حنبلي ولا صوفي ولا غيره .. ولم تخل منها كتب الجميع .. وقل مثل ذلك عما يوجد في كتب الشيعة ..
فهل يعقل أن نحاسب أهل عصرنا وأبناء العلماء والصالحين بما يوجد في كتب أجدادهم وأسلافهم؟؟
اذا فماذا سنقول عن الحنابلة الذين يوردون أمثال هذه القصص؟؟
وماذا سنفعل بتراث الحافظ ابن الجوزي.
بالله عليكم .. دعوكم من هذا النزول .. وارتقوا فيما يخدم الدين والأمة .. والسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق