الثلاثاء، 26 مارس 2019

في ذكرى شيخنا الإمام الحسن الشاطري (1347-1425هـ)






يقول محمد باذيب، سامحه الله وغفر له:
تمر علينا اليوم ذكرى وفاة شيخنا ومربينا، السيد العالم المفضال، مربي الرجال، ومرشد الأجيال .. شيخ تريم وإمامها في وقته، الحبيب العلامة، الذي يغني ذكره واسمه عن التعريف به ..

فهو الحسن بن عبدالله بن عمر الشاطري .. إمامٌ تسلسلَ من إمامٍ، ومرشِدٌ تحدَّر من مرشدٍ، ومربٍّ أنجبه شيخُ المربين، وشَامةُ تريم وبهْجَتُها.

ولد السيد الإمام الحسن في تريم، سنة 1347هـ، كما أخبر بذلك صديقه ورفيق دربه، أستاذنا العلامة المؤرخ عبدالقادر الجنيد (ت 1427هـ) .. ونشأ في بيت العلم، ودرج، وسعد به الكمال والعلا وابتهج .. لم تعرف له في شبابه صبوة، ونال العلم والفضل والنجابة صلحا لا عنوة.
أتتْهُ المكارِمُ منقادةً ** إليه تجرْجِرُ أذْيالها

فلَمْ تَكُ تصلحُ إلا لَه ** ولم يكُ يصلحُ إلاَّ لها

أخذ عن شيوخ العصر،  وأقمار وشموس المصر، كوالده شيخ الإسلام، وإخوته البررة الكرام، السيد المهدي، وأبوبكر، وشيخ الوادي علوي بن شهاب الدين وكان من خاصته، وكان أثيرا لدى الحسن بن إسماعيل شيخ وادي عينات، ونبراس تلك الجهات.
ولم يزل يرحل للمعالي، يسهر في طلابها الليالي .. حتى خلف الجميع، واشتهر بالفضل والقدر والجاه الوسيع .. وظل مراعياً لشئون بيت العلم، وينبوع دائرة الفضل والحلم، أعني به الرباط العظيم، الذي هو مركز تلك الدائرة المحترمة، وقبلة العلوم المكرمة .. الذي به تاهت تريم على سائر البلدان، وسار بذكرها وذكره السراة والركبان ..
فيالله من مكان ومكانة، أجد لذكرها في قلبي حنانة وأي حنانة ..

وأما عن تروحي بروح ذلك النسيم، وتنعمي في ذلك النعيم، فقد لزمت أعتاب ذلك الإمام قريبا من عشر من السنين، فقرأتُ عليه في مدينة جدة، دهليز الحرمين الشريفين، وفي تريم حرم الإقليم، في المسجد والرباط والمنزل الفخيم .. عددا من الكتب الكريمة، وتلك منة من المولى جسيمة، ونعمة عظيمة .. لم تكن تخطر مني ببال، أن أكون من رواد مجالسِ ذلك السيد الإمام .. فالحمدلله حمدا جما ..

وبعد ؛؛
فأنى لسطور قلائل، أن تحوي تلك الأعمال الجلائل، وسير أولئك الرجال الأفاضل، والأعيان الأماثل .. فلنمسك هاهنا أعنة الأقلام، ونقرأ على تلك الأرواح الطاهرة التحية والسلام ..

وقد جرت على الخاطر الفاتر، شبه أبيات هي في ميزان الشعر عواثر، لكنها تطيب بذكر الكرام الأمجاد، من السلالة المتشرفة باشرف الرسل وأكرم العباد، عليه وآله أشرف التحية والتسليم .. وعنوانها:
(تمر السنين)
تَـمُرُّ السنينُ وتقْفُو السُّنونْ ** وإنا على عَهدِكُم ثَابتونْ

يَمرُّ بنا ذِكْرُ أحبَابِنا ** فينهلُّ دَمعٌ وتهمِي شُئونْ

أيا سَيِّداً ماجِداً قدْ قَضى ** وأدَّى لما حَقُّه أنْ يكُونْ

أبَا عُمَر الخيرِ غَادَرْتَنا ** وكُنْتَ لنا الكَهْفَ دُونَ الحصُونْ

وحَقِّ الذي أَرْسَلَ المصْطَفى ** لآلِ الحبيبِ بَقلْبي شُجُونْ

وللشَّاطريِّ الإمَامِ الذي ** تمثَّلُ فيه خيارُ القُرونْ

عسَى الله يجمَعُنا سيِّدي ** جِوارَ الحبيبِ تقَرُّ العيونْ

سَتبقَى مدَى العُمْر نِبرَاسَنا ** ونحْنُ لكُمْ سيِّدي ذَاكرونْ

نشرت المقالة الأصلية في المدونة القديمة بتاريخ 3 / 2 / 2012م

هناك تعليق واحد:

  1. لله دره من إمام هابته العذال وربى الأجيال

    ردحذف